لماذا نكتب ؟!

مالسبب الذي جعلك تتوجه للكتابة ؟!
لماذا نكتب1
هذا السؤال يوجه لكل الكتاب أو الأدباء في كل الحوارات الصحفية .
الأديب العظيم نجيب محفوظ إختصر كل الأسباب التي تجعلنا نلجأ إلى الكتابة في هذه العبارة الرائعة ” لم أكن لأصل لما وصلت إليه لولا إنني وطدت نفسي علي أن الكتابة رسالة وعزاء.. رسالة يجب أن أؤديها بغض النظر عن المقابل، وعزاء لأن كل ما يشقيني في هذا العالم تعزيني عنه الكتابة”

نعم , نحن نكتب لأننا نرى الكتابة رسالة وناقوس لإيقاظ المجتمع من غفلته والإشارة إلى مشاكله ونقاط ضعفه ونواقصه ومواطن تخلفه , نكتب لأننا نؤمن بقدرتنا على المشاركة في تغيير العالم للأفضل عن طريق القلم ولكن هناك أسباب أخرى شخصية جدا تجعلنا نلجأ للكتابة .

1- الرغبة في الكتابة تنتج عن إحساسك بأهمية أفكارك وآرائك ورؤيتك للعالم ورغبتك في أن يتبنى الآخرون وجهة نظرك وأن يروا العالم بعيونك

2- الكتابة هي إحدى طرق إثبات وجودك في هذا العالم , إثبات أنك عشت على هذه الأرض وأنك عانيت وضحكت وتألمت وأحببت وكرهت وتعرضت لصدمات وأنك خضت تجارب رائعة وتجارب مريرة .

3- الكتابة هي أفضل وسيلة للاعتراف والبوح بالحقيقة التي لا يمكن أن تقولها للآخرين خوفا أو خجلا , ولكنك أمام الصفحات البيضاء تتحرر من كل القيود وتعري ذاتك وتكشف عن حقيقتك بدون زيف أو مواربة وتفصح عن ما تشعر به بدون فلترة , وبعد أن تنتهي من الكتابة ستشعر أنك هناك عبئا ثقيلا قد انزاح من على كاهلك وعندما تقرأ ما كتبته ستعيد اكتشاف نفسك .
4- الكتابة تحميك من الجنون أو الانفجار وتخفف عنك شعورك بالوحدة وتحافظ على توازنك النفسي ,وتعطيك مساحة أمنة لتفريغ مشاعرك والتعبير عن إحباطاتك وهمومك وهواجسك وأحلامك

5- ” الكتاب لمن يريدون التواجد في مكان آخر ” هكذا يقول الأديب الأمريكي مارك توين واختراع هذا المكان الآخر هي مهمة الكتاب , فالكتابة تحررك من سجن الواقع الضيق و تعطي لخيالك الأجنحة لإعادة اختراع واقع من تصميمك من خلال قصة وشخصيات وحبكة وأحداث مثيرة وتعطيك الفرصة لإعادة إرساء قواعد المنطق والحق والعدل والجمال من خلال القصة أو الرواية التي تكتبها .

لماذا نكتب3

6- الكتابة هي أفضل وسيلة لتحويل آلامك وهمومك ومعاناتك إلى عمل فني جميل ومدهش , وليس شرطا أن يحوز هذا الفن على إعجاب الآخرين أو يغير مسار
العالم لكي تستمر في تقديمه , فيكفي أن يحقق لك هذا الفن الشعور بالراحة النفسية .

الكاتبة / ياسمين خليفه

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …