النفس السوية

إن الطفل الذي يتربى على الحب والاهتمام والرفق وإحترام الصغير للكبير ورحمة الكبير بالصغير،فإنه يملك نفساً سويةً ويكون قوياً في المستقبل عندما يصبح في مواجهة مع الناس و العالم الخارجي مهما كان قسوته،بسبب أنه قد وجد من يعلمه ويربيه و من يحتويه من الأسرة والأهل في بيئة مناسبة حيث يحبون بعضهم بعضاً ويتآزرون،وأما سبب الأمراض النفسية هو بأن الطفل كان يتلقى رسائل سلبية وقاسية من والديه والذين حوله وكانوا يصمونه بألفاظ نابية إذا أخطأ وأنه لن يفلح لأنه غبي وأن كل فعل سيفعله فهو خاطئ حيث دائما يلاقي التأنيب والضرب والعقاب،فينقل هذا الشخص التأنيب لنفسه حيث يقوم بعقابها بسبب تلك الرسائل المؤذية الجارحة البعيدة ويصاب بالأمراض النفسية،وتجده دائماً يحاول أن يرضي الآخرين على حساب نفسه وحتى لو كان مايريدونه خطأً،لأنه ليس له شخصية فمن كان له صديق أو ابن أو أخ فليلتمس له العذر حتى لو كان فيه عيوب فلتتناقش معه بينك وبينه باحترام وحب وإهتمام ورفق فربما هو لايشعر بتلك العيوب، وانصحه بصدق وليس باستهزاء أو تشفٍ،لكي لايضحك عليه الآخرون ويسخروا منه، فمن الجميل بأن ترتقي بمن تحب فليس كل الناس يستطيعون رؤية عيوب أنفسهم، فتقبل صديقك كما هو بعيوبه وزلاته وكما قال الشاعر:-

من أخذ صاحبه بالزله

خلاه الزمان بلا صاحب

فأنت إذا فعلت ذلك فالله يجعل الآخربن يتقبلون ويتجاوزون عيوبك ونواقصك التي أنت لاتعرف عنها شيئاً، ولم يجرؤ أحد على أن يقولها لك ولكن ستقال للآخرين من خلفك، فمن منا الكامل والكمال لله سبحانه،فالعلاقات الإنسانية تحتاج إلى حسن الخلق والحب والصبر و التغافل أحياناً و الحلم و التسامح وإلى الكثير من المجهود لكي تنجح،وهذا لابد أن يكون من الطرفين وليس فقط من طرف واحد، وليست العلاقة تكون في البداية جميلة ثم في النهاية تكون سيئة، فالعلاقات الاجتماعية بصفة عامة تعاش بالاحترام والحب والصدق، فإن باءت جميع محاولاتك بالفشل مع صديقك في إصلاحه لإنك حاولت معه مراراً إصلاح العيوب التي لديه،فاتركه ولكن بدون نهاية سيئة أو أن تشنع به عند الآخرين ولكن أقصر من علاقتك معه كثيراً وأدعو له بالهداية،لذلك كونوا في علاقاتكم الاجتماعية راقين،بحيث تثمنوا لكلماتكم وقيسوها على أنفسكم قبل أن تقولوها للآخرين وحاولوا تفهم مشاعركم ومشاعر الآخرين واحترموها لكي تتعلموا بأن لا تجرحوا أحداً ،واجعلوا شعاركم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم” والكلمة الطيبة صدقة ” لكي تكسبوا الأجر من الله وتنالوا محبة الآخرين وتصبح قلوبكم جميلة ونظيفة وصافية ودافئة بالمشاعر الجميلة،ويصبح الآخرون يبحثون عنكم ويفتقدونكم، لجمال أرواحكم وحضوركم.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …