شعوري المتناقض مابين اليأس والإمتنان

يأتيني شعور بالذنب حينما أتذكر معاناة كلا من والدتي وزوجتي مع المرض  وثقل المسؤولية في أمور أخرى لأحساسي بالتقصير، برغم أني قد عملت ما أستطيع والباقي على الله  وشعوري بأن غالبية حياتي قد أصبحت بها معاناة روتينية وليس بها شيء جديد،ثم ياتيني شعور آخر مناقض تماماً، وهو أنني ممتن حتى ولو حدث شيء متعباً لي  في حياتي ولكني أعتقد بأن ذلك يجعل من حياتي دافئة وجميلة، وإن كان فيها بعض الأحيان المعاناة حيث أنني أحتسب ذلك لله، ليقيني بأني مأجور على ذلك،عن المسؤولية عن أسرتي وعائلتي وأنا ممتن أيضاً لأنه لدي عمل أستيقظ لأجله مبكراً وأحاول بأن أبدع فيه ويطورني ويبقي حياتي متوازنة ومايبقيني مستمعاً هو القراءة والكتابة مع كوب من القهوة التركية المحوجة بالهيل والمستكة، كما من ضمن إمتناني هو حينما ألعب مع صديقي أو أحد أخواني لعبة المنوبولي أو الشطرنج أو أرى فيلم وثائقي أو فيلم سينمائي في منزلي أو في دور السينما، ومن إمتناني أيضا حينما أعد الطعام لنفسي وذلك حينما أكون وحيداً في المنزل، ومن الإمتنان حينما أزور المكتبة لكي أقتني لي كتاباً أو أذهب لمحل كوفي لكي أقرأ وأكتب أو في مقهى أحد الفنادق لكي أحظى بالهدوء، أو عندما أعود للفراش بعد يوم حافل حيث أنام نوماً عميقاً،كما أكون ممتناً حينما أعمل وأنتج وأبتكر بعض الأحيان طريقة جديدة في عملي لأنني لا أحب الإلتزام بالروتين،كما أشعر بالإمتنان حينما أمشي في حديقة العمل بالدور السابع أو أمشي في أحد ممرات المشي في شمال الرياض، كما من الإمتنان شعوري بالسعادة عندما أذهب مع بعض أصدقائي للبر أو للمزرعة أو للإستراحة أو حينما أسافر مع عائلتي داخلياً أو في الخارج، كما مايجعلني ممتن وسعيد هو  عندما أتلقى إتصالات كثيرة ورسائل من محبين على جوالي وايميلي وبعض مواقع التواصل الاجتماعي غالبيتهم لاأعرفهم أصدقاء يثقون فيّ ويهمهم أمري ومشورتي، وأحياناً أطرح ما يريدون في مقال ينشر في الجريدة، فالحمدلله على نعمه، فالإمتنان يجلب لي مشاعر السعادة مهما كنّت في قعر الحزن،فالإمتنان يجعلني أتفهم مشاكلي بحيث لا أركز على النصف الفارغ من الكأس فقط، ولكن الإمتنان يجعلني أرى النصف الممتلئ ،و يجعلني حياً،ويُبقي روحي على قيد الحياة.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …