ياقلب أنا أعلم بأنك تحبها ومتعب وإذا جاء طيفها في ذكرى أو حلم تذوب،وأعلم أنك تشعر بفقدها وبالقلق لذلك صرت تعشق السهر والسفر،وبرغم أنها في الآونة الأحيرة لم تعد تبادلك الشعور،فأنت لم تكرهها لأن من يحب لايكره ولايجرح،لقد آن لك ان تستريح من العناء الذي أنت فيه لكي تشفى من جراحك،وتريح جسمك وبالك لأن الذين تحبهم وتخاف عليهم لايشعرون بك ولم يعرفوا قيمتك،فدعهم ولا تكثر عليهم التأسف ولاتؤلم نبضك بذكراهم،وثق أن الله سيقسم لك نصيبك بغيرهم وخير منهم، فدع أمرك لله وثق به وكل شيء سوف يأتي في حينه،ولكن لا تستعجل على رزقك، فما قسم الله لك سيأتيك أو لم تعلم ماقال قيس بن الملوح في عتابة لقلبه في حب ليلى:-
ألست وعدتني يا قلب أني
اذا ما تبت عن ليلى تتوب
فها أنا تائب عن حب ليلي
فما لك كلما ذكرت تذوب
فإلى متى ياقلب تتذكر من قد نساك،وتنتظر من أبكاك،فالعمر يمضي ولا وقت للانتظار،فيا قلب لاتحزن على فراق غاليك، فلابد أن الليالي ستنسيك والله سيعالجك ويشفيك فقال القلب للروح: أنا لست السبب ،إن العين هي السبب بعدما رأت جمالاً لم تستطع أن تقاومه أو تبعد نظرها عنه ،إنها كانت تنظر لي وتبتسم وبجانبي شخص آخر فذبت ومن يومها ،وأنا متيم في هواها وعيناها قد أصابتني من الداخل كسهم أطلق على طريدة،ولكني كنت في حيرة وقلق هل النظرة كانت لي أم للشخص الذي كان بجانبي ولم أكن أنا المقصود ؟!ومن وقتها وأنا فكري مشغول وقلق وأنا متضارب المشاعر فمرة أضحك ومرة أبكي ومرة أهرب من ذلك بالنوم ولكني أراها في حلمي ومرة أقلق ويهجرني النوم فهي معي في كل لحظة،ولكني أيتها الروح لم أدرك بأن هذه النظرة الساحرة والابتسامة الجميلة ليست لأجلي إلا بعدما مررت من نفس الطريق مرة أخرى حيث كان الشخص قبلي وكانت النظرة والابتسامة له فدمعت عيناي من تحت النظارة الشمسية، فقالت الروح المفروض أن العين ليس لها إلا نظرة واحدة،ولكنك أيها القلب قد تماديت بعيداً في الهوى والأماني فقال القلب :أيها الروح أنا لم أستطع أن أقاوم هذا الجمال الملائكي فقد انخطفت وأصبحت وكأني قلباً ينبض بجسمها وباسمها وذكراها وأصبحت أرى الحياة بل الكون وكأنه كقوس غيث من خلالها ، أما لو كانت فتاة عادية فلن آبه لها أيتها الروح فبرغم إني تألمت ،ولكن هذه الفتاة قد اعطتني درساً في المقياس الحقيقي للجمال بحيث لم تستطع إحداهن من بعدها أن تملأ قلبي، لأنها أتعبت اللاتي من بعدها ورفعت سقف الكفاية لدي،وارتقت بكل المقاييس بحيث عجزن ألإناث أن يبلغن لمستواها وأصبحت أعتقد بأنه لايوجد أجمل منها إلا الحور العين في الجنة فقد منحتني الإلهام وجعلتني أرى الجمال حتى بالأشياء الصغيرة التي كنت لاأشعر بها ، فأنا أيها الروح قد أحببت الجمال رغماً عني و الذي جعلني مبهوراً وصامتاً وأقول في نفسي سبحان الله ماهذا الجمال إن الله جميل يحب الجمال.
سلمان محمد البحيري