بعد الصدمات والأوجاع ممن أحبهم بدأ نزيف الجراح،وأخذت على نفسي عهداً بأن أعالج جراحي بنفسي، وبعد التشافي من الجروح في عزلتي،وشعرت بالغربة ثم بدأت بطرح الأسئلة على نفسي،وكنت أتساءل هل المشاعر النبيلة ضعف وسذاجة؟!،أم لابد أن يكون الإنسان قاسياً مع من يقابله،أم يكون الآخرون في نظرنا متهمين حتى تثبت براءتهم،هل من الغباء بأن نتحلى بالمشاعر الإنسانية؟!،أم نبقى معقدين ونلبس عدة أقنعة،هل من يملك قلباً مليئاً بالحب والتسامح لا مكان له في هذا العالم؟!،هل لأجل أن نحافظ على قلوبنا بأن نكون حذرين وخبثاء وقساة؟!،أنا أعرف بأن قرار الرحيل كان قاسياً،ولكن الأقسى حينما تساورهم الشكوك فيك بلا ذنب،وأنت تحبهم ومخلصاً لهم ولاتريد أحداً غيرهم وتدعو لهم في صلواتك،ماأصعب طعم الرحيل قهراً، “مكرهُ أخاك لابطل”، ولكن ما أقسى بأن لاتكون محل ثقة لديهم،لذلك أصبحت أشعر بالخذلان والصدمة والغربة،لأنني أشعر بأنني بالنسبة لهم كيان أجوف لاقيمة له،وأن قلوبهم تشعر بالسعادة حينما تقسو علي،وأن عيونهم تسعد بعذابي،لأن رفقتهم تسلب مني طاقتي وسعادتي،وقررت الرحيل لكي أنسى وأعود،بأن أعود إلى الله لكي يداوي جراحي وأن يعفو عني،والتمس منه العون والرحمة بي،لثقتي بأنه لن يخذلني أو يتشفى بي أو يهملني،أو يشكك فيني أويتكبر علي أو يستغني عني.
سلمان محمد البحيري