نحن نأتي جميعاً لهذه الحياة على الفطرة بقلوبٍ طيبة بيضاء، وثقة مطلقة بالعالم وهذا شعورنا في عالم الطفولة، وثم نبدأ في الوقوع بمشاكل الحياة وظروفها الصعبة كلما كبرنا، إلى أن نتحول إلى مسوخ لا علاقة لها بخلقنا الأول، ونبدأ حينها في إلقاء اللوم على الأشياء والآخرين مبرئين أنفسنا من كل ذنب.
سلمان محمد البحيري
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …
مدونة سلمان البحيري مدونه ثقافيه منوعه
