للقلب شكل واحد لايختلف عليه إثنان،لكن يختلف في بصماته في الحياة من خلال تجارب قد لاتكرر،فعرفت منها القاسي الذي لايحمل ذرة من الرحمة والخوف ولايرتجف
لهول مارأت عينه أمامه صدفة من موقف ، وعرفت أيضاً القلب الحزين لألمه الصامت
الذي لايبوح بما في صندوقة رغم صغر المساحة ،لكن يبقى مغلقاً عليها كالبحر العميق الذي يخفي مابداخله
مالا نعلمه من أسرار ، ولايمل منها ويتجرع مرارتها،
وصادفت قلباً كالجوهرة الثمينة التي لايطفاء بريقها ، وكالذهب لايصدأ
فكان الكبير في مايحتضن من دفء ومشاعر وحسن ظن بالغير ، حيث له
بصمة نادراً ماتوجد في محيط العيش الذي أقطنه ، ولاتنسى ماحييت،
ولا أستطيع شكره بقدر ما أسعدني، وأعمق الثقة بالغير التي فقدتها ، وتصحيح فكري الرتيب
فكان هو الشخص الرائع لامثيل له ، في الحقيقة لم تراه العين بالواقع ، بل عرفته بصدق كلماته
التي كتبت لي أو للغير ، بل من خلال ما قرأت لكلمات سطرها بحبر قلمه الأصيل ، حيث جدد المشاعر لأنه يمنح الأمل والتفاؤل ويؤمن بحسن الظن في الله
وأحيا الحب حينما سئمت منه ، دخل القلب عنوة من غير إستئذان وأشغل الفكر رغم حرمان النظر إليه ككيان،
والهمس في مسمعه بما يحمل القلب من نبضات له،بصوت خافت :
لوضاعت مفاتيح الوفاء من كفوف الزمن….أوعدك…
ما أضيع مفاتيح غلاك دامني حيه.
بنت الحجاز
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …