من خلال الأحداث المتسارعة والمتواترة في المنطقة في السنوات الأخيرة وذلك من خلال تنامي التطرف والإرهاب دشن الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية مشروع علمي بإسم ” بصيرة” وذلك للرد على شبهات الإرهابين والمتطرفين وذلك من خلال التركيز على الشبهات التي يستندون من خلالها الجماعات المتطرفة على مشروعية أعمال التطرف والعنف التي يقومون بها من خلال رصد لألاف الوثائق والمواقع الإلكترونية وكتب المنظرين لفكر هذه الجماعات المتطرفة , فمشروع بصيرة ليست الخطوة الأولى ، فلقد سبق ذلك مشروع المناصحة وهو من أجل مساعدة أبنائنا المغرر بهم وإعطائهم الأمل والفرصة للعودة لأسرهم ومجتمعهم وإلى طريق الصواب ، ومشروع بصيرة ليس بغريب أو جديد ولكنه محاولة مضادة بالرد على المنهج الفكري المتشدد من خلال تصحيح الأفكار بمفاهيم شرعية وحجج تستند على نهج الوسطية والإعتدال ، كما إنه إعتراف من الدولة بأن هناك وجود أخطاء في النسيج الفكري والثقافي للمجتمع ويلزم تصحيحه، فيجب محاربة الفكر التكفيري الداعشي من جذوره أساسا وتشجيع ثقافة الحوار في المجتمع من خلال الإعلام والتعليم ومركز الحوار الوطني حتى يعرفوا المؤدلجين بأن هناك وجهات نظر مختلفة ويجب إحترامها وليس إقصاءها وعدم الإقتصار على فكر تقليدي واحد لأن عصرنا هو عصر الثقافة والعلم والفكر والإنفتاح على الآخرين ، حتى نقضي على التزمت الفكري والذي أدى ببعض المتطرفين إلى تكفير الآخرين والإرهاب والقيام على ولي الأمر مما ألقى بذلك بتبعاته أحيانا إلى الإخلال بالأمن وإلى ضحايا وعواقب لاتحمد عقباها والذي يتضح لنا من خلال هذين المشروعين هو أن الدولة-حفظها الله- قد حلمت وتسامحت مع اصحاب الفكر الضال ولازالت فاتحة يديها لهم ولم تستخدم معهم القصاص ، إلا من تمادى ولم تأخذ أهلهم أوقبيلتهم أو أسرهم بجريرة من قد أذنب منهم بل أن الدولة تصرف لأسرهم مساعدات إذا كان لا يوجد عائلا لهم كما تسمح لمن هو محتجر في السجن بزيارة زوجاتهم لهم وتهيئ لهم الخلوة المناسبة والسماح بزيارة أقاربهم لهم ، فهناك من قدر هذه اليد الممدودة بالخير والنية الحسنة من هؤلاء المطلوبين وتراجع إلى طريق الصواب وأبدى ندمه وإعترف بأنه قد غرر به، وهناك من لازال على غيه فنسأل الله الهداية لهم وأن يبعد عن وطننا وولاة أمرنا وشبابنا شر الفتن وكيد الكائدين .
سلمان بن محمد البحيري
Check Also
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …