حينما يكون الجو رائعاً ودافئاً في ليالي الشتاء وأيامه، تكون الأرواح شفافة وتكون الأنفس جميلة بعكس الصيف الذي يجعل من أنفس البعض ضيقة،يأتي الشتاء ومعه تفاصيل كثيرة، حيث يحمل معه بشرى الخير والأمطار حيث تشعر قلوبُ بأنه يأتي بلسماً لها من آلام الأيام ، وتشعر قلوبُ بأنه مصدر الحزن و المعاناة،كما أن هناك قلوباً دافئة هي تشعر بالدفء وتملك مشاعر دافئة لأنها تعطي الحب والخير والإحسان للآخرين من خلال إحساسهم بالفقير الذي لم يجد مايكفيه هو وأطفاله ومايغطي به أجسامهم من لبس وغطاء يدفيهم، وتسديدهم عن بعض المعسرين ،وكذلك إحسانهم للمسنين بدار المسنين ودعمهم معنوياً ومادياً من خلال الابتسامة في وجوههم وبالكلمة الطيبة وإشعار هؤلاء المسنين بأن هناك من يهتم بهم، حيث إن بعضهم قد خذلهم أولادهم في هذا العمر وتخلوا عنهم،كما يبادرون هؤلاء المحسنين بمساعدة تلك الأرملة أو المطلقة والتي قد أصبحت في مهب الريح فلاتدري كيف تؤكل أطفالها أو تكسوهم وكيف تسدد فواتير الكهرباء والماء وإيجار السكن،لذلك لايفسد جمال الشتاء إلا رجفة الفقراء وحزن الأرملة التي ليس لها أحد أو وجع المسنين في دار العجزة ودموع الأيتام، فليالي الشتاء هادئة إلا من صوت قطرات المطر أو صوت الرعد إنها جميلة ورقيقة كنسمة الهواء الجميلة حيث يغتنمها البعض في التقرب إلى الله في صلاة الوتر والذكر والدعاء وقراءة القرآن والصيام ،وبما أن لياليه طويلة جداً فهي تكون ممتعة بقراءة الكتب والروايات ومشاهدة بعض الأحيان فيلم وثائقي أو سينمائي بالقرب من المدفأة حيث تشعر بالمتعة والدفء مع العائلة،فكل شيء جميل في الشتاء فمثلا رائحة المطر ورائحة القهوة في الصباح أو المساء ولبس الملابس الملونة والمعاطف حيث تشعر بالأناقة وتكون دافئا حينما تكون بالقرب من النار لكي تتدفأ موقداً بحطب السمر أو الغضا ، كما تحلو النزهات البرية حيث تكون جميلة بعد طلوع الأزهار وتكون رائحة الرمث والخزامي والنفل تعبق بالمكان حيث تكون الطبيعة في تلك الأماكن جميلة وتحلو رحلات التخييم الرائعة في روضة خريم وروضة التنهات وروضة نورة وغيرها من الأماكن الرائعة مثل الخروج للمزرعة أو للاستراحة لأن هذه الأماكن تحسن مزاجك وتجعلك تشعر بالانطلاق، كما أن ليالي الشتاء وأيامه تكون مناسبة لمن يمارس الرياضة وكذلك هو مناسب للمهتمين بالزراعة ومن لديهم حيوانات يربونها مثل الأبل والغنم والبقر وغيرها،وأجمل مافي الشتاء هو شمسه الحانية في الصباح والضحى والمساء قبل المغرب فشمسه ذهبية الخيوط حينما تتسلل خيوطها من الأفق حيث تكون منسدلة مابين الأشجار والنخيل والمباني ومن خلال النوافذ معلنة بداية يوم جميل أفضل من الأمس، يوم مليء بالأمل والتفاؤل والخير والدفء،يوم به نسمات رائعة تنعش الروح حيث تشعر بأن كل شيء من حولك بهيج ممزوج بغناء العصافير والقمري،صباح مشبع بالندى حيث تراه على الزهور و أوراق الشجر في الحديقة فالشتاء يكون جميلاً حينما يكون هناك دفء في المشاعر والجسد والقلب ويكون هناك حب مابين الأسرة والعائلة والمجمتع،فإذا تأخر عليك الفرج حينما دعوت الله فتذكر الذين يعانون في الشتاء من البرد والجوع وعدم وجود كساء ولا غطاء ،وما تأخر عليك الفرج إلا لخير والصبر عواقبه جميلة،ويكفي أن الله قد قال سبحانه “إنما يوفى الصابرون أجورهم “وبالنسبة لي لم يأتِ شتاء إلا كان أفضل من الشتاء الذي قبله حيث أن الله قد فرج عني في أمور كبيرة فلذلك أنا أتفاءل كثبراً بتفاصيل الشتاء.
سلمان محمد البحيري