لا تجعل نفسك تذهب عليهم حسرات،إذا لم يعرفوا قيمتك الآن،ولكن بلا شك هم سيعرفون ذلك ولكن بعد فوات الأوان،فاغفر لنفسك ولاتؤنبها وتصفها بالضعف أو أنك قد أخطأت بحقهم وبل سامحهم ،وقل في نفسك هذا قدر من الله والأكيد أن فيه خيراً لي، وتعلم بأن ماتكره أن يحصل لك في الحياة يحمل في طياته طاقة من نور، فاجعل لديك طاقة إيجابية كافية ، لكي تنتشلك من المياه الراكدة في بحيرة الأحزان، فحاول أن تنهض بالتدريج بعدما تداوي جراحك، وحينما تشعر ببعض القوة استجمع قواك وانهض لتستمر في طريق الحياة وتوكل على الله، وقل ياربي أنت تعلم بحالي فعوضني بخير مما فقدت ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك واصفح عنهم، وحينها ستشعر براحة البال كما يتوجب عليك الانشغال في عمل أو هواية لتحقيق هدف ما وفي القراءة والرياضة،وكما ستشعر بالسعادة حينما تشارك في عمل تطوعي لكي تساعد الآخرين لترضي ربك وتخدم وطنك، ولا تنس الصدقة فهي تشفي أمراض الأبدان والأرواح سترى بأنك بدأت تقبل ذاتك وتعالج نفسك بنفسك، وأنك لن تعيش على أطلال الماضي ولن تكون متشائماً ويائساً وأن تقبل ذاتك ليس مستحيلاً ، إنه الوضع الوحيد الذي تستطيع تطور ذاتك من خلاله ،إذا تقبلت حياتك بكل ما فيها ، فلن تهدر أي جزء منها،وأن الله سيريك من الخيرات ما لايخطر على بالك، لأنك لم تسخط على أقداره بل حولت هذه الطاقات السلبية التي تكونت لديك إلى طاقات إيجابية استفدت منها دنيا وآخرة،و إن قبولك لذاتك هو قبولك لكل شيء ،فحينما تتقبل ذاتك فإنك تحول الآلام إلى آمال، و ليس فقط يمكنك العفو عمن آلمك،بل العفو عن العالم كله مادام أنه سيشعرك بالسعادة والطمأنينة وبراحة البال.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …