همسات في السحر

في لحظات السحر، حيث يخذلك النوم أحياناً،لأن لديك قلق وهموم وحيرة،تفكر في مسؤوليات ملقاة على عاتقك وتريد أن تعرف من له الأولوية لتبدأ بها،لكي تصدر قراراتك،كما أنه قد يصادفك بعض البشر الذين يحاولون أن يؤذوك بكلام أو فعل ،برغم أنك لم تخطئ في حقهم، أو بعض أقربائك الذين يدعون بأن قلبهم عليك أو من يدعون بأنهم أصدقاؤك،ولكن كل من هؤلاء وهؤلاء حينما تخوض بعض معارك الحياة لاتجدهم وياليتهم على سلبيتهم كانوا صامتين، ولكنهم كانوا من أكبر الشامتين بك، ثم تجد نفسك تتوضأ وتصلي لله ركعتين وتدعو الله وتستخيره في حيرتك، ثم تشعر بعدها بأن الغيوم قد انزاحت عن تفكيرك وشعر قلبك بالسعادة ونفسك بالراحة وأصبحت روحك شفافة وخفيفة، بعدما شعرت بأن الله قد ألهمك القرارات التي ستتخذها ،ثم تلاحظ بعد فترة بأن هذه الهموم قد تحولت إلى نعم من الله عليك وهذا مصداق لقوله تعالى”إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا” وأصبحت تجد نفسك قد بدأت في تنفيذ الأهم من تلك المسؤوليات وأنها قد انزاحت بثقلها عنك، بعدما قمت بالعمل عليها وأصبح لديك خبرة في أمور الحياة، ولكن لو أنك تركتها تتراكم عليك لشكلت عبئاً وضغوطاً على أعصابك ولأخذت منك زمناً طويلاً لكي تتجاوزها أو تتجاوز قليل منها، نعم هناك منها ماتفشل في حله أو أنه أكبر من طاقتك فتلجأ لله ثم لأخيك أو صديقك الحقيقي الذي يخاف عليك وتعرف بأنه لن يخذلك وستجد عنده حلاً أو حلولاً لمشكلتك، إما بحكم تجاربه أو لأن لديه إمكانات يستطيع بها مساعدتك بواسطتها لكي تنتهي مشكلتك، وبما أنك تساعد البعض في حل مشاكلهم، فالله سييسر لك من يساعدك في حل بعض مشاكلك لقوله تعالى “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ” وقوله ” ولسوف يعطيك ربك فترضى ” وكل إنسان يمر بعض الأحيان بحالة حيرة وقلق أو صدمة تجعل النوم يجافي عينيه في وقت السحر وتجعله يغوص في أعماق الفكر حتى الفجر أو ينام بدون أن يشعر،فلذلك رفقاً بقلوب الآخرين فكل واحد منهم لديه من الهموم مايشغله ويؤلمه ،وعليكم بحسن الخلق وبالابتسامة الجميلة والكلمة الطيبة، فلا تخذلوا أحداً أو تشمتوا بأحد.


سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …