براءة الطفولة

حينما كنت أهم بالخروج من منزلي لعملي في الصباح الباكر،كانت حفيدتي قد صحت مبكراً مع أختيها اللتين  تذهبان للمدرسة وكانوا يجلسون على الكنب في الصالة وكانت تلهو مع عرائسها وتضحك وتردد:-

أنا أحب أمي وأحب أبي

والشمس تحب الأرض

لأنها تدفيها وتنورها

والليل يحب النجوم و القمر لأنهما ينوروه

والأرض أيضاً تحب المطر

والنباتات والشجر تحب الماء

عشان كذا الأرض تحب السماء

وأنا أحب أساعد المساكين

لكي يحبني الله

ثم رأيتها تداعب القطة

وتكلمها وتقول أنا أحبك يا قطتي

عندما سمعتها تعجبت من شفافيتها وبراءتها وحبها للحياة وعن كل شيء من حولها تربطه بالحب.

فأقتربت منها وقبلتها،وأخبرتها أنّ الله يحبها كما تحُب الحياة ومافيها

فقالت: وهل يحبني الله ؟!

فقلت لها: نعم والدليل اني وأمك نحبك لأنك جميلة وتنظرين للحياة بجمال

فضحكت ببراءة وقالت أنا سعيدة لأن الله وبابا وماما كلهم يحبوني

وتوجهت للفناء وفتحت باب المنزل الخارجي ثم أوصدته وفتحت باب سيارتي وجلست وأدرت المحرك

فقلت في نفسي وأنا أهم بالتوجه للعمل” ليتنا حينما نكبر لاتغيرنا الحياة ولا يتلاشى منا الحب والبراءة ولانفقد الطفل الذي بداخلنا فما أجمل جمال الروح.”

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …