أشياء تسعدني

هناك أشياء كثيرة تجعلني أشعر بالإمتنان وتسعدني ، منها حينما أخلو مع نفسي واتأمل وأتقرب إلى الله وقت السحر قبل الفجر ،وحينما أقرأ القرآن الكريم قبل النوم فإني أشعر بالأمان لأن الله يحفظني، كما أشعر بأن البهجة تسكنني حينما أقرأ كتاب أو رواية وعندما يكون أحداً سعيداً بسببي،وحينما تأتيني بعض الرسائل من ناس لاأعرفهم ليشكروني على شيء قد كتبته  لامسهم من الداخل، أو ماكتبته عن بعض القصور أو العيوب في البنية التحتية،أو يستشيروني في أمور لهم شخصية، إنها رسائل تأتيني أحياناً من خارج السعودية وأرى من خلالها عالماً أجمل، أو حينما أكون بالقرب من البحر في السعودية أو خارجها عند وقت الشروق أو الغروب، وتصبح الدنيا في نظري جميلة وأكون سعيداً أيضاً حينما أرى أمي مبتسمة وبخير وهي تدعو لي، أو حينما أرى فيلماً مشوقاً وأفاجأ بالنهاية سريعاً ،أو أقرأ رواية جميلة وأشعر بأنها قصيرة للأسلوب السهل الممتنع الجميل،ويسعدني منظر السُحب والغيوم صباحاً ورائحة الأرض بعد المطر،وكما يسعدني كوب القهوة التركية أو النسكافيه أو الكاكاو،وتسعدني الرحلات البرية والذهاب لمزرعة وخاصة في الربيع حيث السهرات النادرة مع الأهل أو بعض الأقرباء أو الرفقة الجميلة من الأصدقاء إلى ما بعد الفجر، حيث أنني أعشق سكون الفجر وانتظار نور الصباح وطلوع أشعة الشمس الذهبية، كما أن هناك لحظات تسعدني مثل لحظة الأفطار في رمضان وصوت حمد الدغريري حين الأذان في الحرم المكي ولحظات السكون فيه أو حينما أكون مسافراً وأعود فإني أشم رائحة الوطن،وأعشق دخول المكتبات المعبقة برائحة الكتب والمخطوطات، وأشعر بالسعادة حينما أنام بعد إرهاق شديد بعدما أنجزت عملاً مهماً ، كما يسعدني الأماكن القديمة والأثرية المليئة بروائح الماضي ورؤية الكتب،و يسعدني الشغف في الكتابة  والشعر الذي يلامس الأعماق وبه حكمة والأغنية الجميلة التي بها كلمات جميلة ولحن رائع وغناء شجي كما يسعدني سماع  الموسيقى الكلاسيكية والهادئة ،وأعشق القراءة والكتابة العميقتين والغوص في التفاصيل،كما أعشق الأطباق الشعبية التي تعبق بالماضي وبنفس الأمهات مثل المرقوق والقرصان والجريش والهريس والمراصيع والحنيني وأحب المكرونة بالباشميل، وفي العلاقات الإجتماعية يسعدني التعرف على بعض الأشخاص العظماء الملهمين الذين يحبون بأن تنجح مثلهم ويسعدني التعرف على أشخاص لم ألتقِ بهم من قبل ونكون علاقة جميلة قائمة على الثقة والاحترام المتبادلين،كما أحب أن أسمع الراديو وخاصة البرامج المتعلقة في الأدب، وأعشق الشتاء والربيع والورود.

سلمان محمد البحيري

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …