إن قمة الإثارة بالحياة هو في روعة صبرنا على الابتلاء، فالسعادة مثلاً لا تكون جميلة إلا بعد أن كانت بعد حزن ،والنجاح لا نشعر بجماله إلا بعد التعب والفشل عدة مرات،فكل شيء في هذه الحياة هو ابتلاء من الله وأن أصعب ابتلاء هو الابتلاء في المشاعر، فليس من الحكمة بأن نجعل الذين أحببناهم أعداء لنا بسبب اختلاف بسيط في وجهة النظر، أو بسبب زلة أو بسبب كلام واشٍ لأننا نحن نجهل أو لا ندرك ماهي الظروف التي قد حدثت لهم؟!، فقد تكون لهم آلام أعمق من آلامنا وظروف أصعب من ظروفنا وهم يبتلعونها في صمت وكأنهم يتجرعون السم الزعاف بدون أن ندرك حجم معاناتهم لأنهم لا يشتكون لأحد ولا يريدون بأن يثقلوا علينا بأحزانهم ومواجعهم، فهم يخفونها بابتسامة ويتظاهرون بالسعادة من دون تأوه، هم يتظاهرون بذلك لأجل أن لا يشعروننا بأنهم طاقة سلبية علينا، فهم يضحكون بدلاً من البكاء بينما هم من الداخل يحتضرون بقبو الأحزان، فلذلك نحن نحكم عليهم بسبب جهلنا ،وهم يكونوا معنا بآلامهم ويتظاهرون بالابتسامة، فإذا شككنا فيهم أو أسأنا الظن فنحن نقتل مشاعرنا قبل مشاعرهم ،ونسمم حياتنا وحياتهم بسبب أوهام لا توجد إلا في رؤوسنا، فلنحسن الظن حتى يثبت لنا غير ذلك ونراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا، بينما لو نظرنا لعلاقتنا معهم من زوايا أخرى، لرأينا أن هؤلاء أوفياء معنا وأنهم يملكون أحاسيس رائعة في منتهى الإنسانية والرقة ولايستحقون منا إلا الحب والاحترام والتقدير، لذك فلنحي الحياة بحسن الظن والحب والتفاؤل والأمل، حتى نكون مرتاحي البال ولكي لا نفقد من يحبنا ونحبه.
سلمان محمد البحيري