عيشوا بحرية

الله سبحانه قد خلقنا أحراراً، ووضع في داخل كل إنسان جوهرة عظمته ،لكي يعمر الأرض ويكن خليفته في أرضه، وقد قال عمر ابن الخطاب عندما ضرب ابن عمر بن العاص قبطياً لأنه سبق فرسه في السباق وأمر القبطي بأن يقتص منه ثم مكنه من أخذ حقه وقال قولته المشهورة” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً” فالحرية تنبع من دواخلنا،وأن تؤمنوا أن لا أحد في الكون له سُلطةً عليكم إلا الله، وإذا شعرتم بذلك فلن يمتلِكُكَم أحداً أبداً فكونوا أحراراً بأنفسكم مهما كانت قيود المُجتمع و العمل والأُسرة، وفي دواخِلِكُم اشعروا كأنكُم طيورُ مُهاجِرة تحلق متى ما شاءت، لاقانون يحكمها إلا هدفها وغايتها والحرية تعني الإبداع في العلم والعمل من خلال المبادئ والقيم والعيش بكرامة، والانطلاق في الكون الواسع لننهل منه عجائبه وغرائبيته، فلا تسجِنوا أنفُسَكُم في أفكارٍ مهترئة وعاداتٍ بالية وعصبيّةً منتنة وعنصرية مقيتة،فاجعلوا أرواحكم شفافة وراقية تحترم الاختلاف في اللون والدين واللغة وأطلقوا العِنان لأرواحِكم لتأخُذكم معها إلى الأعلى فالسجون المظلمة ليست التي تحت الأرض، ولكنها السجون المعنوية هي المُظلمة والخانقة، وقاتلة للقلب والعقل.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …