العوالم الخفية

يشدني الحديث عن العوالم الخفية،أؤمن بالقدرات العجيبة بين كل المخلوقات في الكون أعلم أن للإنسان طاقة لا حدود لها يجب العمل على إخراجها للوجود في هذا الإطار وتعجبني كثيرا قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع الجن وتنكيله بالعاصين منهم ومع بلقيس وحواره مع النملة و الهدهد أؤمن أن قوة الإنسان تكمن في مدى قربه من الله عز وجل,فمثلاً قصة سيدنا الخضر عليه السلام تثبت لنا أن العلم ليس مقصوراً على الأنبياء بل على العكس، لكل إنسان فرصة سانحة للإرتقاء في هذا الكون بشرط أن يكون مؤمناً بالله وعالم وإنه أمر في متناول يد كل واحد منا، أما سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، فنزل عليه الوحي و هو يناجي الله في جبل النور وقد ضمه الملك جبريل بشدة وقال: له إقرأ ،حتى إنسابت أول الآيات بين شفتيه و هو النبي الأمي الأمين ثم خرج من الجبل خائفاً مسرعاً عائداً إلى بيته وهو يقول لزوجته خديجه دثروني دثروني،حينما رأى جبريل على صورته الحقيقة التي خلقها الله عليه وله ستمائة جناح وقد سد الأفق، فهناك عوالم لا نستطيع من كبر حجمها أن ندركها ونراها إلا بالتليسكوب ،وهناك عوالم صغيرة لاتدركها العين المجردة إلا بالعلم عن طريق الميكروسكوب و بالأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء، كما أن هناك عوالم خفية لاندركها لإنها محجوبة عنا مثل المخلوقات التي لانستطيع أن نراها مثل الملائكة والجان والشياطين والمردة لأن الله قد شاء أن يحجبها عنا، إلا من أعطاه الله كرامات لرؤيتها مثل الرسل وأولياؤه الصالحين أو حينما يستخدم الأشرار بعض من الجن والشياطين والمردة لأذية بعض الناس والتفريق فيما بينهم عن طريق الشرك بالله ثم السحر، أو عن طريق العلم حيث نستطيع رؤيتها بالأشعة تحت الحمراء أو الأشعة فوق البنفسجية، فالله سبحانه جميع مخلوقاته لا تستطيع أن تراه لأنها لاتقوى على ذلك وتحترق من نوره لإنه سبحانه لاتحيط به الأبصار، فالذات الإلهية لاتستطيع إداركها الملائكة والبشر والجان والشياطين والمردة لأنهم مخلوقات لاتقوى على ذلك فهو” ليس كمثله شيء و هو السميع العليم” ، ولقد إستشعرت بالعوالم الخفية والقدارات العجيبة من عظمة الله سبحانه في رحلة الإسراء والمعراج  ومصداق ذلك هو حديث الإسراء والمعراج” حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم في معية جبريل عليه السلام وهما في طريقهما إلى سدرة المنتهى في رحلة المعراج فجاء جبريل في مكان ووقف وقال الرسول عليه الصلاة والسلام:أهنا يترك الخليل خليله فقال سيدنا جبريل عليه السلام: لكل منا مقام معلوم يارسول الله إذا أنت تقدمت إخترقت وإذا أنا تقدمت إحترقت” كما أن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في أمور كثيرة حيث كان يخاطب الجن ويدعوهم للإسلام وكان يسمع للحيوانات والطيور والجبل وجذع الشجرة ويكلمها، أعلم بأن أغلبكم يعلم عن ذلك، ولكن ما أردت قوله هو أن بلوغنا للدرجات العليا في هذا الكون يكون بقربنا من الله وحسن ظننا فيه وبحق توكلنا عليه، وبمدى شكر نعمه ويمنحنا الله قدرات ويجعلنا نرى بنوره فتكون لنا بصيرة قوية وذلك قال النبي _صلى الله عليه وسلم_: “إتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله ” وفي حديث عن عَن حنظلَة الأسيدي أنَّه قال: انطلقتُ أنا وأبو بَكرٍ حتَّى دَخلنَا على رَسول الله صلى الله عليه وسلّم فقلتُ: نَافقَ حنظلَة. قال رسول الله، صلَّى الله عليه وسلم،: وما ذاك؟ قلتُ: نَكون عندكَ، تُذَكِّرنا بالنَّار والجنّة كأنَّا رأيَ عَينٍ، فإذا خَرجنا عافسنا الأزواجُ والأولاد والضيعات، نَسينا كثيرا،فقال رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: والذي نَفسي بيده، لَو تَدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لَصافَحتكم الملائكةُ على فُرُشِكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلَة ساعَة وساعة ثلاثَ مرَّاتٍ” ويقول إبن القيم ” يصعد ماء البحر المالح إلى السماء بخاراً فيكون غماماً، ثم يعود إلى الأرض غيثاً عذباً نقياً،إصعد بقلبك إلى السماء وأنظر كيف يعود” ،لذلك نحن ندرك بعض العوالم الخفية بمدى تحرر الروح من المعاصي والجهل والمشاعر السلبية وعدم الإلتهاء بالدنيا وماديات الحياة،لأن وجودنا فيها قصير ولن يدوم.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …