تابع المراقبون بإهتمام زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتوجيه من سيدي الملك سلمان –حفظه الله- إلى كلا من باكستان والهند والصين، وكانت لأجل التعاون في مختلف المجالات السياسي والإقتصادي والتجاري والصناعي والإستراتيجي، وقد قوبلت زيارته لتلك الدول بترحيب كبيرين على المستوى الرسمي والشعبي ،لأن هناك تقدير لمكانة المملكة العربية السعودية وثقلها السياسي والديني والإقتصادي كزعيمة للعالم العربي والإسلامي ودولة مهمة ليس في الشرق الأوسط ولكن على مستوى العالم ، نظراً لما تقوم به من سياسة متوازنة ومتزنة في علاقاتها مع الدول والعمل على مشروع عربي واعد للبناء لها ودول المنطقة متمثل في رؤية2030 ، وتريد من الدول الصديقة لها المشاركة والإستثمار فيه ، لذلك لقت تلك الزيارات صداً واسعاً لدى الرأي العام الدولي ، حيث لاحظوا بأن السعودية تنوع في علاقاتها شرقاً بحثاً عن التوازن لأجل البحث عن مصالحها ،وهذه إشارات واضحة للدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة، بأن المملكة العربية السعودية دولة عظمى ذات سيادة وتبحث عن حلفاء موثوقين بدون شروط أو قيود مقارنة بالإتحاد الأوربي الذي قد وضع السعودية على اللائحة السوداء مع الدول المقصرة في غسيل الأموال ومكافحة الإرهاب، برغم أنها من أولى الدول التي قد حاربت الإرهاب وغسيل الأموال وطبقت عقوبات على أشخاص وكيانات ودول ،وقد أغفلت دول الإتحاد الأوربي حجم التجارة الهائلة والإستثمار والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع السعودية،إذاً فتلك الدول هي الخاسرة لأن السعودية حرة في سياستها الإستراتيجية والسياسية والإقتصادية والعسكرية ولاتسمح لأحد بأن يمارس الضغوط أو يملي عليها شروط أو قيود، لذلك كانت تلك الزيارات موفقة في التوجه إلى الشرق وضربة معلم،وخاصة مع روسيا والصين والهند وباكستان.
سلمان محمد البحيري