تجربتي في السوق المالي

كنت متردداً في الكتابة عن تجربتين فاشلتين في السوق المالية الأولى بسوق الأسهم السعودي تداول لأنها كانت تجربة مؤلمة بكافة المقاييس لأنني قد خسرت حوالي 500 الف ريال في عام 2006 عند إنهيار السوق ، فما أغراني فيه هو كثرت الإكتتابات والتي كانت متوالية وتوزيع الأرباح الربع السنوية، من بعض أسهم الشركات الكبيرة مثل سابك والراجحي ،وكذلك كان الحال في الصناديق الإستثمارية وكان سوقاً واعداً لدرجة أنني قد بعت ثلاث قطع أراضي في المهدية لأجل ضخ سيولة في الأسهم،ولم أشعر حينها بأن العقار هو الأضمن من سوق المال ،وأن أرباحه لاتظهر إلا من بعد وقت طويل من خمس سنوات فما فوق ،أي أن عليك بأن تشتري الأرض وتنساها لكي تحصل على المكاسب والربح الجزيل، ولكن الفرحة بمكاسب سوق الأسهم لم تدم طويلاً، فكان إنهيار السوق في عام 2006 وكان الأمر مريعاً جداً، فهناك من قد خسر مزرعته وهناك من قد خسر منزله وهناك من قد خسر الملايين فمنهم من تأثير الصدمة لم يتحمل وتوفاه الله،ومنهم من قد جن أو قد جاءته جلطه في المخ أوفي القلب ولازم الفراش بشكل مؤقت أو دائم، فقلت الحمد لله على كل حال بعدما كنت أفكر في خسارتي بالسوق حينما رأيت مصير هؤلاء، فسوق الأسهم كان مذبحة ولم ينجوا منهم إلا القلة القلية، فالذين سيلوا محافظهم في وقت مبكر فهم نجوا بإعجوبة،كما الذي دمر المستثمرين هو تقديم التسهيلات البنكية من خلال القروض حيث أقنعوا الناس بأن ذلك هو القاع وأنه في فترة تصحيح ولكن السوق سوف يرتفع بقوة وأنه عليكم بأن لاتفوتوا الفرصة،وهذا مما زاد الطين بله حيث أدى ذلك الذين قد أخذوا تسهيلات بأن يتخلوا عن أسهمهم  وبل محافظهم الإستثمارية وتكالب الديون عليهم ، كما أن المصارف كان دورها إنتهازياً وأنانياً وكان المفروض بأن يتم تقاسم الربح والخسارة وخاصة في الصناديق الإستثمارية  والبنوك لم تلتزم بالتمويل الإسلامي وجعلت المستثمر فقط هو الذي يتحمل الخسارة زيادة على أن القروض ربويه بفوائد كما أن ساما كانت سلبية ولم تحرك ساكناً لأجل حماية المستثمرين في الداخل بل كانت في صف البنوك بطريقة غير مباشرة ،أما التجربة الثانية فكانت في السوق الأمريكي داو جونز  حيث كان السوق ضخم جداً من خلال أسهم النفط والذهب والفضة والنحاس وأمازون والفيس بوك والعملات ،،، وغيرها الكثير وكانت الأرباح خلال أيام كانت كبيرة ولكن بعد شهرين خسرت المحفظة بما يقارب 80 الف دولار حيث بدأت براسمال 17 الف دولار،وكنت أعتقد بأن السوق الأمريكي أفضل حالا من السوق السعودي ولكني كنت واهم،وكنت خرجت من السوق السعودي بمبلغ جيد جداً حيث قد أبقيت بعض رأس المال فوضعت هذا المبلغ مع قيمة الأرض التي قد بعتها في البديعة وأشتريت بها المنزل الذي أقطن فيه حالياً وعرفت بأن العقار أفضل إستثمار بعيد المدى من سوق الأسهم ، وعرفت بان الصحة والعافية هي رأس المال فنحن من يأتي بالمال وليس المال هو الذي يأتي بنا ،كما عرفت بأن كل منحى من مناحي الحياة بدءاً من عملك ومروراً بحياتك الشخصية ،ومروراً بالمواقف الاجتماعية عليك بأن لا  تفقد إيمانك بالله وأنه هو الذي يعطي ويأخذ و ماأخذه منك فسوق يخلفه عليك بأضعاف مضاعفة ولكن عليك بحسن الظن في الله وأن تصبر وتتعلم من التجارب القاسية كما الناجحة.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …