في مرحلة ما

في مرحلة ما من مراحل حياتنا، نشعر أحياناً بأننا تائهون في الحياة وندور في دوامة و نعيش حياتنا في روتين ممل خالية من العمق والمعنى، بدون أن ندرك ماذا نريد وماهو هدفنا أو حلمنا الذي نعيش لأجل تحقيقه، حتى تمر بنا شدة من شدائد الدنيا فنصحو، أو نتعرض لصدمة أو خذلان من قبل الذين أحببناهم أو حينما يرحلون من حياتنا مجبرين بسبب القدر ، أو أن الله سبحانه قد جعلهم يرحلون عن الحياة ،حينها نفيق ولكن الإنسان الحكيم يستطيع أن يتجاوز ماقد حدث له من خلال أبواب الإيمان والصبر والأمل والتأمل ويحول الألم إلى تعلم ويقين بأن الله قد أخذ ما أعطاه لك لكي يعطيك الكثير بدلاً منه ليعوضك عما فقدته، لذلك عليك بأن تشكر الله على ماقد تعرضت له لكي تصحو من ذلك الوهم وتلك الغيبوبة أو من ذلك المخدر الذي لايجعلك ترى بوضوح وتشعر بحالك بأنك كنت تسير في الطريق الخطأ،فأحياناً الأمور لاتسير على مانريد ولا تكون الأمور بحسن النوايا أو بالعاطفة ،فلابد في هذه الحالة أن نطلق العنان للعقل ونعطيه دوره ولا نقمعه لأجل هوى القلب،لأن الحياة لاترحم والدنيا قصيرة ولاتستحق الشحناء والكراهية والمشاعر السلبية،فأحياناً نشعر بأن من نحبه قريباً منا ولايمكنه أن يتخلى عنا، لأننا الأجمل والأفضل وأنه لن يجد أحداً يعطيه حباً مثلنا، وتكون لدينا الثقة المفرطة في أنفسنا، ثم نكتشف بعد ذلك بأننا كنا مخدوعين فيه وأننا لانساوي شيئاً لديه،لأنه قد وجد البديل الأفضل في نظره برغم أننا الأفضل في كل شيء، كما قد نظن بأننا عند بعض أقاربنا محبوبين ولكننا نكتشف بعد ذلك حينما نمر بمواقف صعبة بأننا لانعني لهم شيئاً بسلبيتهم وأنهم كانوا يتشفون بنا ، وكذلك في العمل حينما نجتهد ونحاول أن نطور العمل وندخل عليه أفكاراً جديدة ونجعله سلسلاً بحيث يكون هناك أريحية في العمل وتعاون مابين الموظفين لكي نكون فريقاً رائعاً،ولكن نكتشف بأن هناك من يحاول أن يشوه مانقوم به من عمل عند المسؤول ،أو أن ذلك المسؤول لا يأخذ باجتهادك على محمل الجد ويرمي أوراقك بعدما تخرج من عنده في سلة المهملات أو ينسبها لنفسه ،أو حينما نرى أن مجالنا في العمل الخاص قد أخذ في النزول المخيف لقلة السيولة عند الزبائن ولكثرة العرض وقل الطلب ويأتيك شخص يحبطك ويتحاذق عليك لكي يشمت بك، في تلك الأمور التي قد ذكرتها أعلاه نقوم بمراجعة أنفسنا ونتأمل في ماقد حدث لنا ، ثم نكتشف في غمرة حزننا وجروحنا وألمنا بأن الله يخرج أجمل مافينا ثم نشعر بعد ذلك بأنه قد أصبح لدينا بصيرة بعدما أزال الغبش عن عيوننا وصار هناك نور بداخلنا، ثم يسخر الله لنا من يحبنا على مانحن عليه ويداوي جروحنا ويلهمنا بحبه واهتمامه بكلامه وفعله وخوفه علينا وآرائه السديدة مما يجعلنا نعيد حساباتنا وماهي أولوياتنا ونقول بأن الحياة قد أصبحت جميلة والطريق واضحة سالكة والسماء صافية وأن الدنيا لازالت بخير.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …