بسبب رتم الحياة السريع ،صار غالبيتنا يفتقد الاستمتاع في الحياة ،فأصبحنا نريد بأن نعمل كل شيء بأنفسنا بسرعة،وعلى أكمل وجه ونستعجل النتائج ونريدها بأن تكون سريعة و ناجحة، ونريد بأن نحصل على كل شيء نريده وأن تكون الحياة والآخرين على هوانا وينتج عن ذلك خلل ،فالسموات والأراضين السبع قد خلقها الله في ستة أيام وهو قادر على أن يخلقها بلحظة بكلمة كن فيكون ،ومن خلال تلك الأمور ينتج عن ذلك بأن تخذلنا بعض الظروف ونشعر بالصدمة أو نتعرض للسقوط ونشعر بضغوطات نفسية وبعدها الاستسلام واليأس، مما يؤدي إلى حدوث قلق وإحباط وبالتالي مرض نفسي، وهذا ليس شيئاً معيباً ولكنه عادي فالمرض النفسي لم يعد قاصراً على الجهلاء أو العامة من الناس أو الطبقة الفقيرة المحرومة أو المتوسطة أو هم من في سن الشباب أو في فترة المراهقة، وإنما حتى المتعلمين تعليماً عالياً وكذلك الأثرياء بسبب أهمال الجانب الروحي الذي يأتي من خلال الإيمان بالله والأمل والتفاؤل والصبر والحلم والتسامح والتأمل، لذلك نحتاج إلى مساعدة الطبيب النفسي الذي قد درس أنواع الأمراض النفسية من خلال النظريات والبحوث العلمية التي قد أجريت في هذا المجال عن الأسباب والعلاج، فالمرض النفسي قد يكون وراثياً بسبب جينات من أحد الوالدين أو نتيجة لضعف في مادة كيمائية معينة في المخ مما ينتج عن ذلك إضطراب نفسي، فالمرض النفسي ليس عيباً ولايعني ذلك بأنك معتوه أو مجنون ولكنه كأي مرض عضوي يصيب الإنسان،وهو قد يكون نتيجة لأمور طارئة قد حدثت في عالمك الصغير وهي مشكلة خاصة بك ولا شأن للكون أو الناس بها ولكن يحتاج الأمر منك إلى الوعي بحياتك والصبر والحكمة والأناة والقرب من الله ثم اللجوء إلى الطبيب النفسي لكي يساعدك في حل مشكلتك من خلال جلسات وإذا استدعى الأمر العلاج بأدوية،لكي تعود نفسك بالتدريج طبيعياً،لأن المرض النفسي يؤثر على الجسم وأعصابه فإذا كنت تملك نفساً سوية فمعنى ذلك بأنك تملك جسداً صحياً يساعدك ذلك على مواجهة أعباء الحياة وظروفها لكي تعيش حياة هادئة ومنظمة وطبيعية مع البشر،ولكي يكون لديك توازن مابين روحك وبدنك كما أن عليك التنفيس عن حزنك وغضبك وألمك لله سبحانه،وأن تبوح بهمومك لصديق صدوق لكي يشير عليك ، كما عليك بأن تتواصل مابين فترة وأخرى مع بعض الأحبة والأصدقاء بشكل واقعي وطبيعي بعيداً عن التواصل بواسطة عالم التطبيقات الخاصة بالأجهزة ولكن التواصل الطبيعي ورؤية الوجه للوجه أفضل، وعليك الاهتمام بالتنويع في طعامك المتوفر به المعادن والفيتامينات بعيداً عن التغذية السيئة، ولاتغفل عن مزاولة هوايتك المحببة أو العمل على شغفك وتطويره لأنك ستشعر بالسعادة واحرص على تغير الروتين في حياتك من خلال تغيير أماكن النزهات وأن تغذي عقلك بالقراءة ومشاهدة الأفلام الوثائقية والخيالية، وتغذي روحك بالتأمل والصلاة وقراءة القرآن والتقرب إلى الله بالنوافل، كما لاتغفل عن تدوين ماتمر به من مشاعر وآمال وأفكار في دفتر خاص بك لكي تصفي ذهنك وتنظم أفكارك، كما لاتنس ممارسة الرياضة وحتى لو كانت بالمشي يومياً ولو نص ساعه،فالمشي يساعدك على تصفية الذهن وإعطاء النفس الثقة وسبب من أسباب الصحة النفسية والفسيولوجية كما لاتغفل عن الخلوة فالنفس تحتاج إلى القرب من الله ومصارحة النفس بعيوبها وأن تحاول أصلاحها وتطوير قدراتك من خلال القراءة والتعلم ولا تقس على نفسك ولا تنس التأمل بإستمتاع في الطبيعة مثل سماعك لصوت حفيف الشجر والنخل وخرير الماء وهدير الأمواج وقطرات المطر وغناء الطيور وتأمل الشمس عند طلوعها في الصباح الباكر وعند غروبها في المساء والنظر للنجوم والقمر في ليلة صافية عندها تشعر بأنك قد امتلأت بطاقات إيجابية بعيداً عن رتم الحياة السريع.
سلمان محمد البحيري