الحياة كيمياء وتفاعل

الحياة أشبهها بالكيمياء لابد أن يكون بها تفاعل ، فحينما ينبع الجمال الروحي بداخلك نتيجة لإيمانك بالله وثقتك بنفسك و لوعيك، وتفيض بشيء منه على غيرك فإن ذلك  يجعلك في نظر الآخرين جميلاً وحتى لو كنت لست وسيماً،وحينما يكون لديك شغف في الرسم أو النحت أو الكتابة أو بإتقان بعض المشغولات اليدوية في المهن الحرفية أو تعزف أو تغني أو أي هواية أخرى ‘فإن ذلك يخفف عنك الضغط ويجعلك تنفس عن نفسك من خلال تفاعلك مع هوايتك وصلة شغفك بالحياة، لذلك كان لابد أن تخرج عن نمط الحياة الرتيب اليومي فالنبتة حينما تغطى بكرتون فهي لا تتقوقع في مكانها وإنما  تقاوم وتحاول أن تخرج من فتحة لكي ترى النور وتأخذ مايكفيها من الأوكسجين، أيضاً مايجعلك تتفاعل و تغير يومك هي القراءة ومشاهدة فيلم وثائقي أو فيلم عن الخيال العلمي، ومما يجعل حياتك جميلة هو تفاعلك مع الآخرين ومد يد المساعدة للمحتاج منهم ولكن لا تحمل همهم و انما فقط مساعدتهم من وفرتك الإيجابية الزائدة في أي نوع من الطاقة، ولكن لا تدع الآخرين فقط يلعبون أدوارهم في عالمك على حساب راحة بالك ويستنفدون طاقتك وبرغماً عنك، فهناك بعض العادات السيئة تنفر الناس منك ولاتجعلهم يتواصلون معك وهي عدم النظافة الشخصية وسوء الخلق وعدم التواصل مع الأقارب والأصدقاء في لحظات سعادتهم وحزنهم والبخل والتشاؤم والتشكي ونقد الآخرين وتصيد أخطائهم والاستهزاء بهم  أو الحسد والحقد أو الميل للكآبة واليأس والمزح الثقيل  فهذه الصفات السيئة تجعل الآخرين يهربون منك، ولكن تفاعل معهم بكيمياء إيجابية بدون أن ينتج عن ذلك أضرار لنفسك أو للآخرين أنا لا أفهم الناس الذين يعيشون بلا تفاعل مع الحياة ولا يهتمون بالتأمل في الطبيعة مثل جمال الغيوم وقطرات المطر وقوس قزح ولا منظر المساحة الخضراء سواء كانت مزرعة أو في فيضة بالبرية أو في الحديقة، ولا يبالون بصوت طيور النورس عند شاطئ البحر عند شروق الشمس أو الغروب، ولا يهتمون للتفاصيل الصغيرة مثل غناء العصافير والكناري والقمري ولا يطربهم خرير الماء ولا منظر النهر ولا البحر في الصباح أو المساء وهم على المقاعد، و لايتوقفون عند الاستمتاع بالنار الموقدة بحطب  السمر بصحبة الأهل أو الأصدقاء ليطبخ عليها القهوة والشاي والزنجبيل والحليب وشوي الذرة والكستناء!، ولا الاستمتاع بشرب كوب من القهوة أثناء القراءة ولايلفت نظرهم الورود عند الصباح حيث تكون الوردة كالأنثى منحية خجلاً وعليها قطرات من ندى الصباح و لايلفت نظرهم الفراشات وهي تحوم حول الزهور ولا منظر الأطفال وهم يلعبون بكل براءة ويضحكون ، ولا حينما تفر قنوات المذياع ثم تسمع ترتيل للقرآن الكريم بصوت جميل أو أغنية بكلمات جميلة ولحن وغناء جميلين فتشدك طرباً وربما توقف سيارتك على جانب الطريق لكي تسمتع لها  وأنت تهزك من الداخل أما حزنا أو طرباً لأغنية قد ذكرتك بماضي مؤلم أو جميل أو حينما تمر في ممر المشاة وتهب نسمة هواء تنعش الروح وتهب معها رائحة الياسمين ،فالحياة تركيز وإحساس عالٍ وتفاعل مع البيئة والناس والحيوانات والطيور وتلاحظ كل الأشياء الصغيرة وتحاول أن تستمتع بها وتتأملها.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …