تفكرت في حال بعض الناس فيما يحدث لهم من المصائب العظيمة، فقلت في نفسي:إن الله سبحانه أرحم وأكرم الأكرمين وليس بحاجة أن يخلق البشر لكي يعذبهم، فتأملت ورأيت أن هؤلاء الناس الذين كانوا يشتكون كانوا لايأبهون لأوامر الله ونواهيه بل يمضون على هواهم وفيما تشتهيه أنفسهم كالبهائم بل هم أضل وبل إن من هؤلاء الناس لايبالون كيف يحصلون على المال أكان من حلال أو حرام،وإذا كانوا مع المصلين صلوا ، وإن كانوا مع الفاسدين فسدوا ويستخفون من الناس وينتهكون المعاصي في الخلوات ويجعلون الله سبحانه هو أهون الناظرين لهم،لأنه لايوجد لديهم ضمير ولا وازع ديني يردعهم عن ذلك، لذلك ستر الله عليهم كثيراً وحلم عليهم ولكنهم تمادوا كثيراً فعاقبهم الله بالمصائب والابتلاءات القوية باليأس والحزن والكآبة بسبب ذنوبهم لكي يمحصهم ولأجل أن يرجعوا له ،لذلك الغافل من هؤلاء يتألم ويحزن ويقول لماذا أنا حظي هكذا في الحياة ؟! ولماذا أنا دائماً المصائب ؟! ولماذا أنا أعاني من دون الناس ؟!، ويدخل في أمور أخرى ليقول في نفسه يمكن أنا محسود أو مسحور ونسي ماقد حدث منه من قصور مع الله، قال تعالى” وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال ربكم عز وجل: ” لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل، ولأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولما أسمعتهم صوت الرعد وقال الفضيل بن عياض”إني لأعصي الله ،فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي” فعلى الإنسان أن يسدد ويقارب في طاعة الله ومهما إجتهد في العبادة يشعر بأنه لم يوف الله حق عبادته ويكثر من الاستغفار والحمد والشكر والامتنان على ما أنعم الله به عليه من نعم كثيرة منها حواس البصر والشم والذوق والسمع والعقل والعافية وغيرها من النعم الكثيرة التي لديه و لايلاحظها لأنه اعتاد عليها في حياته بينما هناك ملاين من البشر محرومون منها.
سلمان محمد البحيري