ماذا تريد الشعوب العربية ؟!

المراقب لما يحدث في بعض الدول العربية، يرى أن بعض الشعوب العربية محبطة لأنها تعيش على الهامش، وتعتقد بأنه لا أمل لأن الفساد متغلل في أجهزة الدولة،كما أن القوى الكبرى هي التي تدير هذا العالم وتريد أن تكون الدول العربية تعيش هذه المآسي،ولكن هذا الكلام غير صحيح فلو توفرت الإرادة لدى هذه الدول ومنحت الثقة لشعوبها نحو العمل البناء للبناء والتطوير والسعي لوضع إصلاحات إقتصادية وسياسية وصناعية وقضت على الفساد وأنشأت أفضل الجامعات،فإن هذه الشعوب ستستطيع تحقيق ماتريده من خلال التكنولوجيا وتكوين حضارة من ضمن المجتمع مثلما حدث في مشروعي الإمارات والسعودية وإعطاء الشباب دور هام في بناء شخصية جديدة وسنرى بعد ذلك بأنه تكونت لدينا مجتمعات عصرية بعدما تم إعادة الهيكلة إقتصادياً وسياسياً وتطوير التعليم وأن هناك جو صحي يتم التعامل فيه مع التقنية ،لأن هذه الشعوب قد ملت من الديكتاتورية العسكرية أو السلطة الدينة القامعة المتخلفة،ولكن الناظر لما يحدث في بعض العالم العربي هو تدمير وقتل وتهجير وقمع على الهوية مثلما يحدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا ،وقد كان الربيع العربي في بدايته أملاً لأجل التغيير للأفضل ولكن ماحدث هو أن الأمور قد تدهورت كثيراً للأسواء لأن هذه الثورات قد أختطفتها جماعة دينية متشددة لصالح بعض إستخبارات الدول والتي تسعى للتوسع لأجل بسط نفوذها والسيطرة على خيرات هذه الدول العربية، كما أن هذه الجماعة لاتملك مشروع ولا خبرة في إدارة الدولة ،فعالمنا العربي يستطيع أن يكون حضارة لأنه غني بالقيم والتراث و بالحضارة التي سبق وأن حققها ويستطيع أن يوظف ذلك في عالم التقنية في عصرنا الحاضر لأجل أن يشكل حضارة جديدة،ولكن يحتاج من قادته العمل على مشروع حضاري وإعطاء الثقة وسيرى بأن الشعوب العربية ستتماشى معهم لأنها تتوق إلى الوصول إلى مراحل مشرقة لصنع حاضر جميل ومستقبل مشرق بالنور.

سلمان محمد البحيري  

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …