تألم لتكون الأفضل

أنا أشعر بك هم جرحوك بدون ذنب !، هم قد آلموك وأنت محباً لهم!!، لا لأنك خائن أو سيء  أو جاحد أو حاقد أو حاسد أو أنك تقول للآخرين كلام يسيء لهم من خلفهم، ولكن لأنهم يريدون أن يكسروك ويحطموك من الداخل لأنهم قد ضمنوا حبك لهم وعدم الاستغناء عنهم لأنهم يعتقدون بأنهم محور الكون، إنها نرجسية أو إن شئت فهي سادية منهم، وعليك أن تستقوي بالله وتشكو له وبعدها بفترة ستجد نفسك تتشافى منهم ، وستعيش من دونهم وسيرزقك الله بقوة لم تخطر على بالك وسيرزقك الله بالعلم وبعمل من حيث لاتحتسب وسيرزقك الله بأفضل منهم وستشعر بأنك لم تعد تفكر فيهم،لأنه سيعوضك بالخير المبارك جزاء لصبرك واحتسابك، وهذا يغيظهم ويجعلهم يتضاءلون  ويعودون لحجمهم الطبيعي، هم سيحاولون بعد ذلك العودة إليك ،ولكن قلبك الذي كان مكسوراً لن يصفح لأنه لم يجبر بعد وروحك المذبوحة لن ترضى لأن موضع الخنجر لازال ينزف، هم عادوا لأنك قد بدأت تتغير للأفضل وصرت تركز أكثر على هدفك وتحقق طموحك وأن الذي مربك تعلمت منه، وسترى بأن الله قد عوضك بالأفضل، هو بالنسبة لك درسٍ مفيد ولكنه قاسٍ وكان مؤلماً ولكن جعلك قوياً صلباً ،وتعلمت من  الحياة درساً بأن ليس كل من يهواه قلبك قد صفا لك ،وستتعلم بأن الناس أصناف منهم من يحبك ويود أن يبقى معك لذاتك ولو كان عطاؤك قليلاً،ومنهم من يخذلك ويتركك معلقاً حتى لو أعطيته الكثير وتفانيت في حبه،ومنهم من يحقد عليك ويضمر لك الشر،فالله جعلنا نتعلم من دروس الحياة لكي نفيق وننهض من سباتنا ولكي نتألم لنتعلم ونكون الأفضل ، فعندما تتعرض للخذلان أو ضغوط في الحياة ويشعر قلبك بآلامها فلا تيأس أو تحزن فالله يريد أن يخرج أجمل مافيك، الم تر إلى الزيتون عندما يضغط ينتج عنه الزيت الصافي،والفواكه عندما تعصر تعطينا ألذ العصائر فاستعن بالله ثم بالصبر لكي تنال الأجر ليعوضك بالأجمل،وأما عن الذين خذلوك فقل الحمد الله على كل حال أنني قد عرفتهم على حقيقتهم في البداية ولم أظل معهم لفترة طويلة مخدوعاً فيهم حتى النهاية.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …