مابعد الشرنقة

بعد رحيلها،لم يفكر في أي فرصة ما لكي تجمع مابينهما مجدداً،وربما كانت الصدمة والألم من الأسباب في دخوله شرنقة العزلة والتدثر بها كل هذا الوقت،وكانت رؤيته لها بالصدفة قد أنعشت روحه و إعتبرها رسالة من الله وفألاً حسناً لكي يكسر روتين أيامه المتشابهة،ولكن كبريائه قد منعه من الاقتراب منها وقال في نفسه وهو ينظر لها:إنكِ تشبهين مزنة في مراويح الصيف في شهر أبريل قد جاءت على حين غرة وبللت روحي، كما كانت الكتابة من بعدك هي الجرعات الشافية لروحي والتي تجعلني بالقلم أخوض في حديث لم يسعفني الوقت بأن أعبر به لكِ أو أن أقوله لكِ مباشرة، من خلال بيت شعر أونثر أو خاطرة أو قصة أو رواية كان القلم هو صديقي الذي يطبطب على قلبي ويداوي روحي وجروحي بعد الله ويجعلني أتسلل إليك لأراك ولو بالخيال إلى مناطق بعيدة وأن أحلق بجناحان أحدهما بالحب والآخر بالأمل فكانت الكتابة ملاذاً آمناً للهرب من الألم والتحرر من قيود حبك  وكحياة لي وأوكسجين يجعلني أتنفس ،وشعرت بعدها بأنني قد تحررت من الشرنقة وأصبحت كفراشة رائعة بها ألوان جميلة تتنقل من وردة إلى زهرة ومن شجرة إلى أخرى،وأصبحت حراً طليقاً في حياة جميلة مستمتعاً بها،وأدركت بأن الذي نفقده في حياتنا يعوضنا الله عنه بأشياء أجمل وحيوات رائعة،وكما عرفت بأن الحياة لا تأتي على ما نشتهي ونهوى بالمقياس بالسنتمتر والملم ولكن يهيئ لنا الله أمور فيها خير لنا، نحن لم نكن نعلم عنها إلا فيما بعد وتكون لنا فيها كل الخيرة.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …