لا تحزن إذا أسيء فهمك

ياصديقي حينما تكون دمث الأخلاق في تعاملك مع الناس، فهذا لايعني بأن تُعامل بالمثل،فلابد أن يستهزئ بك ضعاف النفوس، فلا تنتظر المقابل على حسن خلقك إلا من الله،فالرسول عليه الصلاة والسلام كانت قريش وقبائل العرب تسميه بالصادق الأمين وعندما اختصه الله بالرسالة قالوا عنه مجنون وكذاب وساحر والله قد قال عنه “وإنك لعلى خلق عظيم ” وعندما يسيء البعض لك، تذكر بأنك لست أفضل من مريم عليها السلام حينما قذفوها بني إسرائيل في شرفها عندما ولدت عيسى ابن مريم عليه السلام،ولست أفضل من يوسف عليه السلام حينما اتهمته إمرأة العزيز بأنه راودها عن نفسها،لذلك ياصديقي لا تحزن إذا أسيء إليك أو أسيء فهمك،إذا قوبلت طيبتك بجفاء أو أستهزئ بك أو فسرت على أنها غباء،فالمشكلة ليست في نقائك ولكن في خبث وسوء نية الآخر،لذلك لاتغير مبادئك و لاتندم على حلمك ولا تتوقف عن منح الخير والحب والأمل والتفاؤل والكلمة الطيبة والابتسامة الجميلة مع من يستحق أو لا يستحق لأن همك هو الإحسان و رضا الله والله يحب المحسنين وأنت بفعلك هذا ترتقي بنفسك وتسمو بها إلى الإنسانية التي لن يفهمها الخبيث، فلا تأسف على النية الطيبة لأن الله سيجزيك على ذلك بالخير الوفير في الدنيا والآخرة،لذلك حينما يساء إليك بدون ذنب فقل سلاماً ولاتنزل إلى مستواهم وإلا أصبحت مثلهم ولكن ارتق بنفسك ولاتكن في القاع معهم، نعم هو سيء ومؤلم وهم يجحدون هذا النقاء منك ويشككون في نواياك،لأن هذا طبعهم فكل ينظر للناس بعين طبعه،فإذا صادفتهم في الحياة يكفي إلقاء السلام فقط وأقصر في تعاملك معهم ولا تتعمق معهم وكن حذراً منهم لكي لايطنعوك في الخلف،وأحمد ربك بأنك إنسان ذو قيم وأنك تملك بداخلك قيم باذخة لايقدرها إلا من كان كريماً أو مثلك،فأنت لست بأفضل من الأنبياء والرسل والصالحين والعظماء الذين قد حوربوا لأجل القيم والحكمة والعلم التي أتوا بها إلى الناس،لذلك لاتحزن إذا أسيء فهمك فأنت إنسان نبيل وجميل.

سلمان محمد البحيري

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …