يتوارد على ذهن الناس أمنيات وأحلام يريدون تحقيقها فيختلف التعامل مع ذلك من شخص لآخر فمنهم من يكون لديه الطموح والأمل ويقول لم لا فأنا أستطيع النجاح، بينما الآخر يقول لا يمكن ذلك فأنا سأفشل أو مستحيل لأن حظي سيء ففي الحالة الأولى تسمى الوفرة ولكن يجب أن تقترن بالامتنان الدائم وبالثقة بالله وحسن الظن فيه ثم الثقة في نفسك وأنك تستطيع فعل أشياء إيجابية وستلاحظ بأن الوفرة تتدفق منك وتجلب لك ماتريده في حياتك ومع مرور الوقت تتطور للأفضل ويتغير واقعك بالكامل ويتغير العالم المحيط بك والوفرة تأتي من داخلك من خلال إرادتك ونظرتك للوفرة الخارجية وهي طاقة متعلقة بالأمل والتفاؤل تتدفق منك لكي تتعرف على الوفرة الخارجية التي من حولك وهي أن الله سبحانه قد خلق كل شيء في الكون يحتاج له الإنسان وجعله مليئاً بالفرص الكثيرة والمستمرة ومنها الرزق والعلم و الخير والبركة والحب والمال والسعادة والأشخاص الإيجابيين ولكن لابد من حسن الظن بالله والتوكل الحقيقي عليه والسعي لها وفي حديث رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا، وتروح بطانا». ولكي تجلب الوفرة لك فعليك بالإمتنان لله بصحتك وسعادتك وأولادك أو حينما تكون في بيت يؤويك أو من خلال علاقتك الطيبة مع بعض الأشخاص الإيجابين ،ولو في الأشياء البسيطة مثل استمتاعك بشرب كوب قهوة أو شربك لعصير أو تناولك لوجبة أنت تحبها وستشعر بالاستمتاع والامتنان، أو حينما تكون في نزهة برية أو بحرية وتشم هواءً نقياً أو تكون جالساً في الحديقة أو تشم رائحة المطر أو نسيم الصباح وتسمع غناء الطيور، قال تعالى “لئن شكرتم لأزيدنكم “والوفرة ليس بأن تملك كل الأشياء التي في الحياة وإنما تستطيع أن تختار ما يناسبك منها و تتوافق معها وعليك أن تنظر لنفسك بأنك تستحق ماهو الأفضل والآخرين كذلك لأن الكون يتوافر فيه الكثير من الفرص والخير الكثير،فإذا أردت جذب شيءٍ جيدٍ إلى حياتك فأعلم بأنه سيكون في الطريق إليك ولكن يحتاج إلى وقت مع الدعاء المستمر لله وتنشيط أفكارك الإيجابية وبدأ العمل على هذا الفكر ،فإنك ستجذبه إليك حتى يكون واقعاً في حياتك ويجعل الله الكون مسخراً لك و يكون مسنجماً مع ماتريده،وستشعر بأنك تقوم بعمل تحبه وتعطيه من الطاقات الإيجابية وتحصل على الرضا والسعادة وفي الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم: « إن الله عز وجل قال: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيرًا فله، وإن ظن شرًا فله».واجعل نيتك في الخير في جذب الشيء الذي تريده لكي يعينك في ذلك على طاعة الله وشكره وأما في الحالة الثانية هو الشخص الذي يشعر بالندرة يعتقد بأن الحياة بائسة وأن الأشياء فيها مستحيلة لأنها شحيحة وموارد الحياة محدودة وأنها مقصورة فقط على أشخاص معينين محظوظين وهذا مايجعله يعيش في بؤس وقلق ومتشائم لأنه سيفشل أو أنه لايملك الحظ، وأن الآخرين لن يسمحوا له بتحقيق حلمه وسيحاربوه لأن النجاح مقصورُ عليهم، لذلك فما تعتقده في الحياة ستجذبه إليك.
سلمان محمد البحيري