كن مستعداً لصدمة القدر

من خلال هذا المقال أنا لا أدعو إلى التشاؤم أو اليأس أو الاعتراض على أقدار الله ، فهذا ليس من اعتقادي أو تفكيري ولكن لكي أقول لنفسي و لك يا صديقي كن مستعداً للابتلاء وتلقي الصدمات في حياتك فهي من تقويك وتنضجك ولكي تكون على أهبة الاستعداد، و على الأقل لتتفادى اقل الخسائر بقلب خاشع وروح قوية مستمدة العون من الله، فقد قال مالكوم إكس ” كن مستعداً لتلقي الصدمات، فالحياة مفاجآت قد تأتيك من البعيد وقد تأتي من أقرب الناس إليك” فكل شيء مثلاً أنت تحبه وتتعلق به فسوف يتخلى عنك إما بمفارقته لك  أو ترحل عنه أو فقدان هذا الشيء، فمثلا لو تعلقت في منزل لك أو مزرعة أو بحيوان أو طائر أو بوظيفة أو بسيارة فأنت ستفقدها في يوم ما لأن الدوام لله والخلود له سبحانه ، فالله سبحانه قد اختبر الأنبياء في ذلك فمثلا النبي نوح عليه السلام قد فقد ابنه في الطوفان لأنه لم يكن مطيعا لله ولا الرسول الذي هو والده وكذلك إبراهيم عليه السلام عندما أمره الله بأن يضع زوجته هاجر في وادي غير ذي زرع حيث لايوجد في ذلك المكان الموحش إلا هاجر وابنها إسماعيل الذي كان طفلاً كما لا يوجد ناس هناك ولا ماء ولا زرع ، ثم بعدها بفترة أمر الله نبيه إبراهيم عليه السلام بأن يذبح ابنه إسماعيل وعندما وضع السكينة على رقبته افتداه الله بذبح عظيم ،وكذلك يعقوب حينما فقد ابنه يوسف حيث كان يحبه حباً شديداً واستمر فقده لعقود وفقد بصره على اثر ذلك، فحين تجعل حياتك مرهونة لشخص ما أو لشيء ما بحيث أنها لا تستقيم إلا بوجوده فأنت تعلق حياتك به أكثر من حبك لله ، فالله سوف يختبرك في هذا الشخص أو هذا الشيء بحيث تفقده إما يتغير عليك أو يفارقك أو يرحل إلى العالم الآخر وكذلك الشيء إما يتلف أو تفقده أو يجبرك القدر لظروف معينة لتتخلى عنه لذلك كن مستعداً للصدمة، فأنا لا أقول لك لا تحب أو كن كجلمود أصم لا يشعر أو لا تحب شيئاً ما مميزاً وتريد امتلاكه ولكن لا تتعلق به، فالله هو المعطي وهو الذي يأخذ وكن متأكداً بأنه سيخلفه عليك بما هو أبرك وثق بأن في ذلك خيرة لك في الدنيا والآخرة وسيعوضك بالأجمل والأفضل والأمثل ولكن أصبر واحتسبها لله وثق بأنه سيرزقك بما ينسيك ما فقدته.

سلمان محمد البحيري 

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …