لحظات ألم وضعف

حينما كنت أفكر بيني وبين نفسي واتأمل فيما قد حدث، لم أكن أتوقع بأن تمر علي أحداث مؤلمه و تكون متوالية وبسرعة جنونية ، فكنت أحاول بأن أجد تفاسير لكل حدث على حده،لأن ذلك كان مرهقاً لي وفوق طاقتي وجعلني في حيرة، ولولا إيماني بالله لكانت هذه الأحداث قد أطاحت بالثوابت في داخلي،كما أن ماقد حدث كان أكبر من مفرداتي لكي أعبر عنه فليس كل شيء يقال أو يكتب فهي أحداث قد أتت علي فجأة وبدون أن أكون مستعداً لها ، لذلك أنا لازلت بحاجة لبعض الوقت لأفكر ولكي استوعب ماقد حدث معي، برغم أنني كنت قبل ذلك منضبطاً ومستعداً ومسدداً ومقارباً في أموري السابقة ونجحت في تجاوزها ،ولكن جاءت هذه الأحداث الأخيرة فجأة و كانت صعبة ومتعاقبة وسريعة فلخبطت حساباتي، ومما زاد الطين بلة أن الأيام في ظل هذه الظروف قد أصبحت تمر ببطء شديد، بعدما كانت في السابق تمر سريعاً كمرور السحابة العابرة،ولكني أجد العزاء والراحة النفسية من خلال قربي من الله والأمل والتفاؤل وأقول الحمد لله على كل حال لعل في الأمر خيرة، فأجد أن روحي قد سكنت وهدأت وأعود لأستغفر الله على ماقد شعرت به من لحظات يأس وضعف وغضب وأتذكر دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام حينما طرد من مكه ورجم في الطائف وأقول في نفسي مناجياً لله وأنا منكسر له”اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟! إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟! أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟! إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك”.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …