سحر العطر

العطر صار مهما لنا في حياتنا اليومية ولا نستغني عنه بجميع مناسباتنا وفي علاقاتنا الاجتماعية، لأنه يشعرنا بالثقة وبالأريحية وبالجمال والإنتعاش، فهناك عطور تصنع من زهور البنفسج والياسمين والفل والجوري والتوليب واللافندر”الخزامى ” وغيرها ،وهناك عطور تصنع من بعض الأشجار مثل الصندل والصنوبر واشجار الأرز وشجرة العود التي تسمى فوالوريا وهي عدة أنواع ويؤخذ منها البخور وخلافه، وهناك عطور تؤخذ من الأعشاب الطيارة أو بعض الفواكه مثل الشمام والكمثرى والبرتقال والليمون والبطيخ وهناك من مصادر حيوانية ومنها المسك الذي يستخرج من نوع من الظباء يسمى ظباء المسك وأما العنبر فهو يستخرج من كبد نوع من الحيتان يسمى حوت العنبر،والكاستر وهو عبارة عن مادة دهنية يمكن الحصول عليه من من حيوان القدس فهو مادية يقوم بفرزها مباشرة ويقوم الخبراء باستخلاصها ، وهناك من يستخدم القهوة الزنجبيل والشاي والفانيليا وبعض البهارات في بعض التركيبات و يخلط معها مواد كيماوية ،ولقد إكتشف الإنسان عالم العطور منذ أكثر من خمسة الآف عام وتعتبر العطارة أقدم مهنة في العالم ،وكان أول من عرفها من البشر هم الفراعنة ثم الصينيون فالهنود ثم العرب واليونانيون ،والعطر الجميل كالموسيقى الشجية كلاهما يحتوي على عنصري الإيقاع والتناغم بحيث تطرب الإنسان وتأخذه إلى أماكن ومراحل مختلفة في حياته وتذكره بأشخاص قد مروا عليه في حياته، فهناك الرائحة من تذكره بليالي الصيف أو الشتاء في الأماكن القديمة وبعضها من يذكره برائحة والديه أو بصديق أو حبيب قديم  فلروائح العطور قدرة على استلهام ذكريات من الماضي ونقلنا إلى أماكن غريبة أو حتى مفاجئتنا بذكريات كنّا نظنّ أننا نسيناها منذ زمن طويل، والبعض الآخر يذكره برائحة رياح الربيع الممزوجة بندى المطر وهي تهب فوق زهور الربيع،أوبرائحة الشتاء.

همسات عطرية

العطر ليس ماء الزهور وخلاصة لب الأشجار ولكنه عطر القلوب التي ينبع منها الحب والتسامح وروح يفوح منها عبير حسن الخلق،فهذه هو عطر الإنسان وجماله الذي يخلد ويبقى سيرته عطرة عند الناس حتى بعد رحيله إلى العالم الآخر.

المرأة مثل قارورة العطر، لو قسوت عليها لكسرتها وفقدت العطر،لذلك قال الرسول عليه السلام “رفقاً بالقوارير”.

من تعطر بأخلاقه مع الآخرين، فسيخلد عبق عطره وحتى لو كان تحت التراب.

لأنك الأجمل في نظري وحياتي، فقد غضضت البصر عن سواكِ،وأصبحت بكِ أتنفس الورود وأرى الحياة جميلة وطيفكِ إذا مر كان مثل العطر.

حينما لامس العطر جسمها ،بكى على تلك الفترة التي قضاها مسجوناً داخل الزجاجة.

كل شيء يبرد في الشتاء،إلا الشوق والعطر والذكريات.

هناك بعض العطور ،حينما نشمها في مكان ما،فإنها تؤلم الروح حنيناً لأصحابها.

لك أشباهاً في الحياة، المطر،الورد،نسيم الصباح العطر ،البخور ،البحر وأمواجه الهادئة عند الشروق والغروب.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …