أنا لم أخسرها

قلت له: لماذا توجهت بكتاباتك نحو الأدب قال لي :أتعلم ياصديقي بأنه لم يخطر في بالي بيوم من الأيام بأن أكون كاتباً أو ناظماً للشعر،إلا بعد رحيلها من حياتي وأنا وإن قد خسرت تواجدها في البداية حيث شعرت بالأسى على نفسي وكنت أظن بأني ضنينها وأننا لن نفترق، وبسبب تأثير الصدمة علي تكسرت كلماتي وتهدج صوتي وأغرورقت عيناي،فلكني على كل حال لم أخسرها ولكني كسبت نفسي حيث أصبحت أقرأ أكثر وأتعلم وأطور نفسي وصار اليراع صديقي الذي ينصت لي  وصرت أكتب في الأدب، نعم هي غادرت حياتي بملء إرادتها ولكنها لم تغادر أوراقي وكتبي ، لقد أصبحت أرى الحياة جميلة وبعمق ويلفت نظري جمال الأشياء الصغيرة، لقد أصبحت أكتب عن هذا الشعور الداخلي وأكتشفت بأنني لست بوحدي الموجوع لأنني رأيت الآخرون يحبون أن يقرأوه لي ،لأنه صادق ونابع من القلب،فمن خلال جمالها الخرافي أصبحت ملهمتي وصرت أكتب نثراً وشعراً وخواطر وقصص وروايات من الواقع والخيال، وصرت أكتب عن قصص الآخرين الذين يحدثوني عنها، لذلك أنا كسبت مجدي الأدبي ولم أخسرها لأنها موجودة بين حروفي ، بينما هي التي قد خسرتني لأنها لم تحتفل معي بهذا النجاح.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …