الروح الجميلة في عيد الأضحى

عيد الأضحى هو يعتبر العيد الثاني لدى المسلمين حيث يأتي بعد عيد الفطر والذي يكون في اليوم الأول من شوال بعد شهر رمضان المبارك،وأما عيد الأضحى المبارك فهو يوافق 10 ذو الحجة بعد الإنتهاء من وقفة عرفة في اليوم التاسع وهي الوقفة العظيمة التي يقفها الحجاج على جبل عرفة ليسألوا الله لهم المغفرة وتحقيق الأمنيات حتى غروب الشمس وهذا أهم منسك من مناسك الحج كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام “الحج عرفه” ،وأما قصة عيد الأضحى فقد رأى النبي إبراهيم عليه السلام رؤيا في المنام بأنه يذبح إبنه إسماعيل ورؤيا الأنبياء في الحلم تعتبر وحي” فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ” وقوله تعالى “ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ  إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ” ففدى الله إسماعيل حينما تل إبراهيم إبنه ووضع السكين على عنقه ليذبحه تنفيذاً لأمر الله فأنزل الله برحمته كبش عظيم فداء لإسماعيل وأمره بذبح الكبش ، لذا يقوم كل مسلم كل عام بذبح أضحية من أحد الأنعام قربة إلى الله إما من الخراف أو البقر أو الأبل على حسب الإستطاعة وتوزيع لحم الأضحية حيث يكون ثلث للصدقة وثلث للأقارب وثلث لأهل البيت لذلك جاء إسم العيد بعيد الأضحى، ومن ذكرياتي في عيد الأضحى حيث كان جدي عبدالعزيز وأبوي محمد يعدون لهذا العيد عدته لأن عيد العائلة كان عندنا بالإضافة لعيد الفطر سنوياً وأذكر كانت جدتي نوره الحمودي رحمها الله ووالدتي شفاها الله وزوجة عمي إبراهيم رحمه الله يقمن بتنظيف البيت الكبير وتبخيره قبل العيد، كما يهتم والدي وجدي عبدالعزيز بشراء الأضاحي قبل العيد بيومين أو ثلاثة ويتم وضع الحناء على رؤوس الأضاحي كما يتم سن السكاكين والسواطير لكي تكون حادة لتسهيل عملية النحر ولكي يريحوا الأضحية عند الذبح وبعدما نذهب لصلاة العيد ونستمع للخطبة نعود للبيت فنشاهد والدي رحمه الله وهو يذبح الذبائح إما في برحة الحارة أو في بطن الحوي ” المنزل ” أوبالمزرعة وهذا كان فيما بعد وعند الذبح نحضر نحن الأطفال الصحون  ونساعد ابي في المسك بالذبيحة من يديها ورجليها عند الذبح لكي لاتفلت ثم يقول “”بسم الله والله أكبر اللهم إنها منك ولك” ثم يذبح ويسيل الدم على الأرض وبعدها نتركها لترفس وبعدها بقليل يرفع والدي الذبيحة على المعلاق ويبدأ السلخ و يخرج الكرشة وثم تفتح وتنظف ويتم إخراج المعلاق “الكبدة والكلاوي والقلب والرئة” ويوضع كل شيء في الصحن الخاص به ويسلخ الرأس والمقادم أو تحسحس بالنار ،ثم نحملها نحن الأولاد إلى البيت إلى النساء والمحظوظ من يذهب ويعطي الجيران من اللحم ، لأنه سيحصل على العيدية منهم ،بعدها يقوم النساء بعمل الإفطار حيث يتم عمل الحميس والمقلقل وأما على الغداء فيتم طبخ ذبيحه او ذبيحتين او ثلاث مع الرز على حسب حضور الأقارب في العيد كما يتم  أيضا طبخ الجريش والقرصان ولكن في بوادي صغيرة  مع ماتبقى من الحميس والمقلق والكبدة في الصباح وأما الزائد  من اللحم فيتم تقطيعه إلى شرائح ويملح ويتم تعليقه على حبال من الليف بعدها يجف الدم من اللحم وهذا مايسمى بالقفر او اللحم المقدد وهذا يتم طبخه مع المرقوق والقرصان والمطازيز في الشتاء والتقفير كانوا يلجأون إليه لعدم وجود ثلاجات وفريزارت و يكون في غرفة في السطح ذات تهوية جيدة،كما يتم الإستفادة حتى من الشحوم وخاصة اللية حيث تغسل وتقطع في قدر كبير وتوضع على النار حتى تذوب وتصبح كالزيت وتسمى الودك حيث يوضع منه عند طبخ المأكولات ،وكما يتم الإستفادة من جلود الذبائح الخراف كجاعد بعد تمليحه و دبغه للجلوس عليه أو يستخدم الجلد كقرب للماء ،وأما إذا كان هناك حجاج من العائلة فحينما يعودوا فيعودوا ومعهم صوغة الحج مثل البخور ودهن العود والمسك والعنبر والمسابح والحلويات والقريض وبعض ألعاب الأطفال

لذلك كان عيد الأضحى أجمل من الآن لأن فيه روح جميلة وفرح وحب وتآلف ووصل أكثر من الآن،وذلك لأن كبار العائلة قد رحلوا ،ولم يستطع أحد أن يغطي أو يقوم بهذا الدور لوحده، فرحمهم الله رحمة واسعة واسكنهم فسيج جناته.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …