هناك أشياء صغيرة في الحياة تسعدنا،إذا كانت لدينا سرعة بديهة ورضا وحكمة سنسعد أنفسنا ونحتفل ولو بوجود الأشياء الصغيرة في حياتنا ولانجعلها تمر بنا مرور الكرام ،ولا ننتظر السعادة بأن تأتي من الآخرين أو نشترط بأن تكون في الأشياء الكبيرة أو بالهدايا الثمينة،وأول مافكرت في الأشياء التي تسعدني هو رؤيتي للمناظر الطبيعية ،وممكن لأنني قد قضيت سنين من عمري في مزرعتنا، أو لأنني بدوي يحب الربيع والروضات في البرية بعد سقوط المطر، لذلك صرت أحب كل شيء يتعلق بالطبيعة من صوت حفيف سعف النخل وأوراق الشجر وصوت الرعد والبرق وقطرات المطر ومنظر السيل وهو يمشي في الوادي وصرت أحب على أثر ذلك البحر والنهر والغابة،كما أشعر بالسعادة حينما استيقظ قبل الفجر وأنا بصحة وعافيه ثم أحمد الله على ذلك وبعد صلاة الفجر أنتظر ظهور نور الصباح و ظهور أشعة الشمس الناعمة بالتدريج على إستحياء،كما يأسرني صوت غناء الطيور من العصافير والديكة والقمري والكناري،كما تستريح نفسي حينما أكون أمام البحر وانا مستلقي على كرسي في الشاطئ تحت مظلة وبالشورت الجينز وأنا أنظر للبحر و أسمع صوت أمواجه ولطيور النورس وأنا مرتدياً النظارة الشمسية ،وكما يسعدني قراءة كتاب صغير و مفيد سواء كان بالجهاز الكفي أو ككتاب من الورق،كما يسعدني بأن أشرب كوب القهوة عند القراءة والكتابة وعلى طاولة مكتبي بالمنزل باقة رود أضعها في المزهرية حيث أقتنيتها أو قد جآتني هدية من المحبين الذين بقربي، كما أكون سعيداً حينما يقال لي شكراً من إنسان قد ساعدته في العمل أو بالحياة ، كما يسعدني الثقة التي أجدها من بعض القراء لكي يشاوروني في مشكلة ما أو بموضوع ما وأنا لا أعرفهم ، وأكون ممتناً عندما أثري معلومات بعض القراء أو أمتعهم بما أكتبه بأسلوبي أو عندما يتصل بي بعض القراء للكتابة عن معاناة يتعرض لها بعض المواطنين ،ثم يكون هناك تجاوب من المسؤول أو أنني قد كتبت شيء قد لامس أعماقهم من خلال الكلمات التي تداوي جراحهم، كما أكون سعيداً حينما أجد فكرة بين ثنايا الذاكرة أو يلهمنيها شخص قريب أو غريب لكي أكتب عنها، كما يسعدني حينما أدخل في قصر من الطين حيث المصابيح والروشن وبطن البيت ومنظر الأبواب الخشب والشبابيك الخشبية المصنوعة يدويا وملونة بألوان جميلة ومنظر التزين بالجص في المنزل، كما يأسرني السفر والتعرف على حضارة الشعوب وثقافاتهم عاداتهم وأكلهم المختلف ، كما يسعدني المشي في ممشى طويل به أشجار وزهور ونخيل وعبق الزهور يملأ المكان، كما يبهجني حينما أكون مع شخص يضحكني من قلبي أو من خلال موقف ، أو مشهد في التلفزيون يشدني أو سطور في كتاب تلهمني ،كما أكون سعيداً حينما تتساقط قطرات المطر وأنا أمشي أو عندما أكون منكمشاً في فراشي وأنا دافئ في البرد القارس،كما أكون سعيداً حينما أكون أمام المدفأة وهي تشتعل بقطع من حطب السمر ورائحته تزكي المكان، كما أكون سعيداً حينما أتقرب إلى الله ببعض النوافل وأنام وأنا سعيد حينما أعلم بأنني لم أظلم أو أحسد أو أحقد على أي شخص ،وأكون سعيداً حينما أسمع أو أقرأ آية وتكون لي ملهمة وتحمل في طياتها رسالة ،كأني أول مرة أعلم عنها،كما أكون سعيداً حينما أسمع أو أقرأ قصيدة أو أستمع إلى موسيقى كلاسيكية أو أغنية وتكون كلماتها ولحنها وغنائها جميل لأنها قد لامست شيء بداخلي ،وأكون سعيداً حينما أشعر بالسلام بعد الشعور بجوع كافر،وكما يأسرني منظر الفراشات وهي تتنقل من زهرة إلى زهره ومن شجرة إلى شجرة في الحديقة أو المزرعة عند شروق الشمس أو عند الغروب، كما أكون سعيداً ولا أشعر بالوقت حينما أرى الخيل وأسمع صهيلها،كما يسعدني قطرات المطر على النافذه وهي توقظني في الليل وأنا نائم، كما أكون سعيداً حينما تكون الليلة قمراء والنجوم واضحة حينما أكون في البر أو بالمزرعة ،كما يسعدني بأن أجني ثمار ماقد زرعته ويأكل منه الطير والناس وأعلم بأن الله سيجزل لي الأجر، لذلك تعلمت بأن أبذر السعادة لدى الآخرين وأغرس بهم الإيمان والأمل والتفاؤل لكي يستفيد منها الناس لأن الله سيجعلني أقطف ثمار ذلك العمل في الدنيا والآخرة.
سلمان محمد البحيري