مكتبتي الصغيرة

مكتبتي الصغيرة،هي صومعتي وأشعر بإرتياح حينما أختلي فيها للقراءة والكتابة ،وعندما أتطلع إلى رفوف مكتبتي أنظر إلى كتبي بعين عاشق،وكل كتاب فيها لي معه ذكريات وصرت لاأحب أن أعيرها لأحد، بسبب أن من كان يستعيرها مني في السابق لم يكن يعرف قدرها ،فكان البعض إذا إستعار مني كتاباً إما أن يعيده وقد إنسكب على بعض أوراقه شاي أو قهوة أو أجد أثر مرق على غلافه أو بعض الصفحات،والبعض الآخر إذا أخذ مني كتاباً يعتبر مفقوداً ويختلق الأعذار الواهية فبعدها قررت عدم إعارة أي كتاب لأي شخص، صحيح أن كمية كتبي في مكتبتي الصغيرة ليست بحجم مكتبة الكونجرس أو الأسكندرية،ولكن كل كتاب عزيز علي و له ذكرى جميلة عندي عند شراءه أو حينما أهدي لي من بعض الأصدقاء أو الأحبة أو عند قراءته أو في الرجوع إليه عدة مرات لأجل تذكر أمور معينة فيه، ولو أن مؤلفي كتبي قد أكون مختلفاً معهم بالرأي في بعض الأحيان، ولكني أعتبر هؤلاء المؤلفين كأصدقائي حينما أختلف معهم أحياناً في الرأي،والإختلاف في الرأي لايفسد للود قضية لذلك صرت أشعر بأن هذه الكتب بأنواعها أصدقائي الأوفياء الذين ألجئ لهم كثيراً، ولهم الفضل علي بعد الله بدون أن يتغيروا أو يتكبرون أو يحقدوا علي أو يغتابوني، وبدون أن يمنوا علي بما تعلمته منهم.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …