مرت علي عدة مراحل إنتقالية كثيرة في حياتي وتجاوزتها والحمد لله من خلال مواردي وقدراتي المحدودتين، وبرغم حدوث المراحل الإنتقالية المبكرة في بداية زواجي ولو طلبت العون من أبي محمد وجدي عبدالعزيز رحمهما الله كان قد حلوا مشاكلي في لحظات ولكني أردت حل مشاكلي بنفسي كرجل ومتزوج لكي أتعود على تحمل المسؤليات ولا أكون إتكالياً، وكنت في كل مرحلة أقول في نفسي من الأفضل بأن آخذ وقتي بالكامل من خلال هذه التجربة لكي أحاول كيف اتجاوزها بحلم وبدون غضب وعصبية لكي أحمي عقلي وقلبي وأعصابي من الضغوط وإحتساب الأجر من الله، لأنني بحينها في لحظة حيرة وصدمة وخلال تلك الفترة كنت لا أملك بوصلة نحو هدف معين عن كيفية العمل و التعامل فيما أمر فيه وليس لدي أحد يرشدني ماذا أفعل؟! وليس لدي خبرات في الحياة لذلك لم أعرف كيف الخروج منها؟! وكم ستأخذ من الوقت؟!،لذلك أعلنت إعترافي بالعجز في حينها بيني وبين نفسي ورافق ذلك لحظات الإنتظار الصبر والتأمل والتفكير والأمل بأن الوضع سيتغير ومحاولة التقليل من الخسائر فالإعتراف بالمشكلة هو حل نصف المشكلة، ثم أجدني أضع هدف للخروج من هذه الأزمة الطارئة وأعمل عليه والإستعداد للظروف المفاجئة التي تطرأ على هذا العمل وقد أخذ مني العمل فترة طويله حتى إستطعت الوقوف على قدمي وتم تخطي حواجز تلك الفترة الإنتقالية الثقيلة على نفسي ومن خلال تجربتي أعرف بأن هذه المحنة ورائها سيكون هناك منحة من الله، وليعذرني أعزائي من أقربائي وأصدقائي بعدم إخبارهم بشيء لأني لا أريد أن أكون ثقيلاً عليكم أو أكون في نظركم طاقة سلبية، وأبتعدت عن إجتماعاتكم لفترة ليس غروراً أو جحوداً أو تغيراً مني تجاهكم لأنني قد وجدت غيركم وإنما إنشغالاً بعملي و بنفسي وتركيزاً على الاهتمام بمن حولي، وكنت أريدكم دوماً بأن لا تتغير نظرتكم الإيجابية والجميلة عني حيث تنظرون لي وأنا مبتسم وأنا أقول لكم “أنا بخير والحمد لله “، كي لا أثقل عليكم بهمومي لأنني مشغول في خضم ماقد مررت به والمسؤليات الملقاة على عاتقي فلا أريد بأن أشعر من حولي بأني ضعيف أو لا أستطيع إسعادهم أو مساعدتهم ولقد مرت علي سنوات طوال كان اليوم الواحد كسنة في عدة مراحل إنتقالية بفترات مختلفة،وفي الفترة الأخيرة صديق لي قد لاحظ علي كثرة إنقطاعاتي وإنشغالي عن الإجتماعات وكنت إذا حضرت مناسبة أكون مشغول البال كثيراً، وأصرهذا الصديق بأن يعرف مالذي يشغل بالي وسبب إنقطاعي الطويل فأخبرته لكي لايلومني بعد ذلك على الإنقاطاعات ولايلومني أيضاً بعدم إخباره وبعدما أخبرته كان يقف معي مابين فترة وأخرى وأشكره على إهتمامه وتقديره ولكي يعرف بأنني لم أتغير عليه أوعلى غيره أو أتكبر،وكنت لا أريد بأن أخبر أحداً لكي لا أحمل أحد ثقلاً أو أشعرهم بعقدة الذنب لعدم تواجدهم معي فيما أمر به، لكي لا أجعل نفسي تحمل مشاعر سلبية نحوهم بحجة التقصير في حقي، فقلت في نفسي هذا موضوع أستطيع حله و خاص بي ويمسني كثيراً ولا شأن لأحد به إلا الله ثم أنا وثم صديقي الذي قد أهتم لأمري ووقف معي ونصحني في الفترة الإنتقالية الأخيرة،حتى مرت وتخطيت أصعب الأيام والشهور ولم أتخيل في يوم من الأيام بأني سأعيشها وأمر بها فقد كان وقعها علي ثقيلاً ومؤلماً وقد مريت برحلة ولو كانت متعبة بكل المقاييس ولكني عرفت بأنه يجب عليك أنت من تحل مشاكلك وتخدم نفسك “وماحك جلدك مثل ظفرك ” بسبب هذه التجربة والتجارب السابقة أفادتني وصقلت من شخصيتي وتمكنت من إيجاد نفسي ومعرفة قيمتها أكثر وصرت لا ألوم نفسي فهذه اقدار من الله لكي يقوينا بها ويكتب لنا الأجر مضاعفاً إذا إحتسبنا ذلك وصبرنا ولم نيأس، وتعلمت بأن في الفترة الإنتقالية بحياتك حينما تتعثر،ستعرف نفسك جيداً،وستعرف مدى ضعفك وقوتك، وستعرف من يحبك، ومن لايأبه لك.ولقد تمكنت من تخطي هذه الفترة الأخيرة بألمها وحزنها وحيرتها بنجاح بعدما إكتسبت الكثير من الخبرات والتجارب والنضج والقوة واليوم أنا أفضل بكثير والحمد لله عن ماكنت في الماضي وقد قطعت من المرحلة الإنتقالية 85% حتى وصلت إلى أعلى مراحل الوعي بعدما كنت في أضعف نقطة في ذلك الطريق بالحياة.
سلمان محمد البحيري