حينما ينتهي الكاتب من كتابة نص مثل خاطرة أو قصة أو رواية أو سيرة ذاتية فإن الكتابة تداوي الندوب التي بالأعماق ولكن بألم مما يجعل الكاتب يشعر بالإرهاق في ذلك اليوم، لأن الكتابة تمتص من قلب الكاتب وروحه وأعصابه، فالكتابة تصطاد الكُتاب الذين فقدوا من يحبون أو خذلوا بسبب علاقة مزيفة أو من لديهم إحساس مرهف بآلام الآخرين، كما أنها غيورة وقد تأتيك الفكرة في أي وقت ممكن عند النوم أو بوقت مرضك أو إرهاقك أو قد تزورك في مكان الدراسة أو العمل أو حينما تكون بالطريق وأنت تقود سيارتك أو حينما تكون في نزهة بالحديقة أو بالبرية أو بالشاليه أو عند البحر أو في السفر أو حتى وأنت تعوم في المسبح أو عندما تستمتع بحمام منعش في الجاكوزي أو بالبانيو أو تحت الدش،فلذلك هي تحتاج منك الإهتمام والوقت والصبر والحلم والمبادرة بتسجيلها كفكرة ، فإذا لم تمنحها الإهتمام فهي ستهرب منك وقد لا تعود وإذا عادت لاتعود إلا بشق الأنفس لأنها أشد تفلتاً من الأبل،وهي لاتستغلك وتطلب منك مالاً ولكنها ستقطعك أحياناً عن محبيك أو عن تلبية دعوه من اصدقاءك أو أقرباءك هي مُتعبة وغيورة ولاتحب شريكاً لها ، ثم بعد فترة من الزمن سيكون ماقد كتبته وجبة شهية تلتهمه العقول التي تعشق القراءة، دون أن يشعروا بماعانيته عند كتابة كل كلمة ونص.
سلمان محمد البحيري