يحل عيد الفطر المبارك في ظل جائحة كورونا وفي أجواء مختلفة بعيداً عن مظاهر الفرح والسرور والإستعدادات المعتادة وعدم تقارب وإجتماع الأقارب في تلك المناسبة الهامة بسبب منع التجول منعاً لإنتشار العدوى ،لذلك كان التواصل عن طريق بعض التطبيقات في وسائل التواصل الاجتماعي بحيث يكون الإتصال بالصوت والصورة،كما أن هذه العزلة الإجبارية كانت مكملة لشهر رمضان الذي منع فيه الصلاة في المساجد وتم بالإكتفاء برفع الأذان وقول المؤذن صلوا في بيوتكم يرحمكم الله بعيداً عن الروحانية المعتادة من إقامة الصلوات المفروضة في المساجد والتراويح والقيام وقراءة القرآن الكريم فيها ،وفي فجر يوم العيد كان الإكتفاء بالتكبيرات من بعد صلاة الفجر ليوم العيد حتى ظهور نور الصباح كانت أيضاً صلاة العيد في المنازل وصارت كل أسرة تمارس طقوس العيد في منزلها فقط بحسب حجمها،كما حرم كورونا الناس من السفر والتواجد في فعاليات العيد في بعض الساحات والمنتزهات البرية والبحرية والإستراحات والمولات والحدائق وزيارة الأقرباء وهذه الجائحة كانت على مستوى العالم ، فهذا الفيروس لم يفرق مابين دول العالم الثالث والدول المتقدمة والدول الكبرى ولم يفرق مابين لون وعرق وغني وفقير وأمير وراعي وحضارة ودين أو مذهب ولكن كانت أمامه كل الشعوب سواسية كأسنان المشط وبين أكثر من أي وقت مضى أن العالم عبارة عن بيت صغير ويجب التعاون فيه مابين الشعوب لخير الإنسانية لذلك الدول التي ينتشر فيها الجهل أو الخرافات أو الحكم بالحديد والنار والإرهاب والفساد هي التي قد دفعت الثمن باهظاً، لأنها لم تهتم بالإنسان وكذلك الدول التي إهتمت برأس المال والإقتصاد فقط وأهملت الجانب الإنساني قد دفعت الثمن إيضاً والمعادلة الصحيحة هي الاهتمام بالإنسان أولاً ثم بتنويع مصادر الإقتصاد وإدارته بطريقة حديثة الكترونياً وإيجاد شبكات الكترونية للحكومة الألكترونية والتعليم والعمل عن بعد وأن يكون هناك لكل دولة وشركة صندوق سيادي أو إدخار لمثل هذه الظروف حتى لايسود الكساد وتحل الفوضى وتكون هناك بطالة وتخسرالدول والشركات وتشل الأسواق، فهذه دروس علينا الإستفادة منها لما قد يحدث في المستقبل.
همسه
مهما طال المغيب فهناك شروق
سلمان محمد البحيري