سألتني الرياض وقالت: لما تعشقني برغم أنك قد سافرت لعدة دول ورأيت بعض المدن الجميلة في العالم، فقلت لها :عشقتك يا سيدتي لأنكٍ أمي و مأوى الروح والهوى ومسقط الرأس لأني عرفت الحياة مع والداي ومن خلالك وفي ربوعك، لأني منذ الطفولة قد عرفتك روضات لذلك سموك بالرياض روضات خضراء قد غرسها الله وسقاها من السماء وفاحت زهور أعشابها في كل مكان فياض ممتلئة بالأعشاب والزهور والأشجار وأنواع الطيور والفراشات والنحل وأحواض المياه من بعد الأمطار وأتذكر منظر قطيع الجمال والأغنام ترعى العشب هناك أعشقك أيها الرياض لأنك مرتع الطفولة والصبا والشباب ،أنتِ رياض العروبة ورياض المجد والعز مهما حاول الأعداء إثارة غبار الحروب سيهلكون وتدفنينهم في رمالك المتحركة، ستبقين أبية بتاريخك و بأصالتك وعروبتك وفروسيتك وكبريائك الشموخ، لأنك الخير والأمن والأمان والسلام، لذك أينما اسافر وأرتحل وأحل تبقين بداخلي أتذكر تلك الابتسامات والذكريات الجميلة سواء كانت في الصباح والمساء لأنك أول الهوى ومهد الشوق في حواريك وأسواقك القديمة وأزقتك الصغيرة وشوارعك ومزارعك الممتلئة بالأشجار والنخيل وبيوتك الطينية والباحات التي كنا نلعب بها وأنتِ بداية العلم في مدارسك ومكتباتك وجامعاتك ثم أضحيتِ حضناً لأحلامي وآمالي وفخري وكبرتي سريعاً وتطورتِ بقفزات مذهلة في جميع المجالات شأنك شأن المدن الأخرى التي في وطني العزيز وأصبحتِ مقصدا للعرب والمسلمين والأجانب ومركز ثقل ليس عربياً فقط ولكن إسلامياً ودولياً وبجميع المجالات ، لأنك قبل ذلك ولازلتِ رمز الصمود ونبع الجمال والأصالة وتاريخ الإنسانية والعروبة ومهد الإسلام والمجد عزيزة أبية وأنا حينما أسافر للخارج فأني اشتاق للعودة إليك لأن لك في قلبي حباً يجري في شراييني.
سلمان محمد البحيري