رجل مغبون ورداء مسجون

كنت ذاهبة مع والدتي في الظهيرة للسوبر ماركت لشراء بعض الأغراض للمنزل وعند وصولنا لفت نظري عامل النظافة الذي يقف بوقت الظهيره والشمس الحارقه تكاد ان تسلخ جلده الضعيف الهزيل تخنقه العبرات ويتلقي الشتائم من بعض المارة متغربا عن اهله اتى باحثا عن لقمة عيشه يرتدي رداء ارجواني اللون وكانه سجين حكم عليه بالشنق همه الوحيد بناء بيت السعاده في بلده مهما استحقر المجتمع وظيفته ، مر بجانبه شاب”مراهق”القى زجاجه عصير البرتقال التي كان يستمتع بشربها مع هذا الجو الحارق وياليته اكتفى بعمله القبيح هذا! بل وقف بجانب ذالك العامل المسكين وصرخ بوجه ثم القى به ارضاً.قائلا له :العقها..العقها بلسانك هيا نظف المكان ولكن الامر الجميل إن عامل النظافة كان “حكيما” فلم يرد عليه بكلمة أو نظره أو حتى يدعو الله عليه ولم يقل له سوى “شكرا ياسيدي”
فما إن لبث إلا وتعرق وجه الشاب من إحترام الشيخ ومن قلة حياءه فوقع بالارض باكياً وهو يلح بعبارات التأسي والاعتذار قصه جميله!ومؤلمة في نفس الوقت ولكن مما يحزنني كثيرا هو حال عاملي النظافة ،فحينما اراهم تخنقني العبره اخجل من نفسي كثيراً ،كيف لي ان ارمي النفايات وكيف من يجعل ظهر مثل هذا الشيخ الكبير ينحني من اجل رفع زجاجه العصير عن الطريق
او كيف ارى إحدى صديقاتي او احد الماره ان يفعل ذلك
! سحقا لغرورنا ،
سحقا لاهمالنا ..
فلربما كان هذا العامل الذي استحقرناه خيراً منا عند ربنا علينا ان نتعلم من اخطائنا تجاه هذه الفئه ، علينا تربية اجيالنا القادمه على احترام الصغير وتوقير الكبير مهما كانت وظيفته ،ومهما كان شكله ومهما كان اصله عربي ام اعجمي ، ابيض ام اسود ، يبقى رجلا تغرب عن اهله من اجل اطعامهم ،باحثا عن لقمة عيشه ، هنيئا لك ..أجل هنيئا لك ياعامل النظافه كافحت القاذورات والشوارع واهانات بعض الماره قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( نظرت إلى الجنة فإذا فيها عبد لم يعمل من الخير شيئا، فقلت في نفسي‏:‏ مما شكر الله لهذا العبد حتى أدخله الجنة ‏؟‏ فقيل لي‏:‏ يا محمد إن هذا كان يرفع الأذى عن طريق المسلمين يريد به وجه الله فشكر الله له ذلك وأدخله الجنة‏) . يقول الشيخ الجليل عمر عبد الكافي إن عامل النظافة أفضل عند الله من مدير بنك ، لأن الأول يقوم بإماطة الأذى عن الطريق فينال الراتب والأجر معا، بينما الثاني* ‬يتعامل* ‬بالربا* ‬المحرم* ‬شرعا*. ‬ويكفي عامل النظافة فخرا ‬أنه ‬يقدم أنبل ‬خدمة ‬للمجتمع لذلك عاش قانعا وسعيدا ملكا بتواضعه كم انت عظيم ايها العامل و لك احترامي واعتذاري ٠

أفنان الدوسري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً