خواطر الحمى

البارحة أحس بحمى وندى العرق يتصبب على جبينه لا يكف عن الانسكاب، بسبب تلك الحرارة التي هبطت على جسده فجأة وأحس وكأنه كان يصعد جبلاً ويسير بصحراء في شمس الظهيرة، ثم قام فجراً من سريره كي يأخذ دشاً سريعاً ثم مسك فرشاة أسنانه لتسقط من يده، شعر بتعب رهيب وسقط من الإعياء ثم قال لنفسه: لماذا هذا الجسم كسلان مدلل ؟!إن كل ما أحتاجه هو قسط من النوم هكذا قال وهكذا ظن كره ذلك الخمول ثم أحس بألم بجانبه الأيسر من صدره، ثم شعر معها بغشاوة في عينيه تزيد ثم أخرج منديله وأخذ يمسح عرق جبينه ووجهه، وبعد ذلك رأى أن هناك قطرات دم من أنفه في المنديل مع شعور باختناق كبير، وحاول أن يحرك ساقه ولم يستطع ثم أحس بألم في جانب صدره الأيسر ألم فظيع ،ولا يستطيع الحركة معه ونبض قلبه يتسارع،وقال لنفسه هل ياترى أنا أموت الآن؟! ولكني لم أودع أمي ولا زوجتي ولا ابني الصغير سوف أموت بجو غائم وبرودة،ما أجملكِ أيتها الشمس ثم أحس بأنه يسير في طريق مظلم وحيداً،وليس حوله أحد مما جعله يغمض عينيه ليحل الظلام بعد ذلك مع صمت رهيب، ثم أخذ يقول تذكّريني أيتها الحياة وأخبري أهلي عني وكل من عرفني، سامحني ابني راكان أنا آسف كنت أتمنى أن أراك عريساً، أمي،زوجتي أنا آسف لم أكن مميزاً بحياتي، أمي أستحلفكِ بالله ألا تبكي علي لأن دموعكِ غالية علي، ملائكة السماء أنا جاهز احملوا هذه الروح وخلصوا هذا الجسد من هذا الألم وداعاً قلمي وداعاً أوراقي وداعاً يا جسدي، ثم فتح عينيه وعليها غشاوة ليرى نوراً وملابس بيضاء ظناً منه أنها ملائكة الرحمة،ولم يلبث لحظات وأخذت هذه الغشاوة تزول وتتضح الرؤية رويداً رويداً، ليرى بجانبه والدته على كرسيها وزوجته وابنه راكان وإخوته الذين أتوا ليطمئنوا عليه ويشدوا من أزره وليقفوا إلى جانبه، ثم لحظات حضر إليه الطبيب وقال له :الحمد لله على سلامتك تستطيع الخروج مع أهلك فأنت مازلت شاباً ولكنك ترهق نفسك بالقلق والسهر والتفكير ودع الأمور لله رب العالمين.

سلمان محمد البحيري

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …