كيف تؤلف كتاباً؟!

كيف تؤلف كتاباً؟

قبل أن تبداء في ذلك لابد من التذكير دوما بالقراءة وممارسة الكتابة ولتتذكر ما قاله هيفرون: “أعتقد أن كتب النصائح حول الكتابة قيمة ويمكن أن تلهم بعض الناس وتمدهم ببعض التوجيهات التي توفر الجهد والوقت، لكنها لا يمكن أن تكون بديلاً من الوقت الفعلي الذي تصرفه في الكتابة، فلا تستخدم هذا الكتاب أو أي كتاب آخر بديلاً من ممارسة الكتابة”.

قراءة الكتب في فن الكتابة ومهارات التأليف ضرورية، لكن باقي عملية التعلم يكمن في الكتابة نفسها.

يترك الكاتب الكثير من نفسه في الكتاب الذي يؤلفه، وكذلك الكتاب يترك في نفس الكاتب الكثير.

“جابريل ماركيز”

الكتابة فرصة ثانية للعيش. فحيث لا نستطيع أن نعيد الوقت لنعيش الحياة مرة أخرى، فمن الممكن العيش في الحدث مرة أخرى وتفسيره من خلال الكتابة.

“جين تايلور”

تريد أن تُصبح مؤلفاً؟

هذا ممكن، لكن هناك ثمن عليك أن تدفعه، الرغبة وحدها لا تكفي، ولا حتى الموهبة. هناك أشياء لا بد أن يقوم بها الكاتب ليصبح مؤلفاً ينشر له “والأصعب أن يُقرأ له”.

فمن ينشر له ليس دائماً هو الأفضل في الكتابة، بل في الغالب هو من تتوفر فيه خصائص مساندة لذلك.

اجعل كتابتك عبادة: احتسب الأجر فيما تكتبه، ولتكن كتابتك عبادة أو على الأقل أمراً مباحاً يخلو من الأثم.

احرص على أن يكون ما تكتبه شيئاً ينفعك يوم القيامة.

“معوقات الكتابة”

أهم معوقات الكتابة: التسويف؛ سوف أكتب في الإجازة، سوف أتفرغ للكتابة بعد التقاعد.. الخ

يقول كانفيلد الكاتب المشهور في مجال النجاح وتطوير الذات: “إن بعض الناس يقضي حياته بأسرها في انتظار الوقت المثالي للقيام بعمل ما، ونادراً ما يكون هناك وقت مثالي للقيام بأي عمل. المهم أن تبدأ وحسب”.

كثيراً ما ينشغل الكاتب عندما يهم بالكتابة ليس بالأفكار التي سيكتب عنها، بل بالأعذار التي ستخلصه من الكتابة!

وتأخير البدء بالكتابة يكون لأسباب كثيرة، وكلما اختفى سبب للتسويف أطل بدلاً منه أسباب.

إن تأليف كتاب هو أصعب عمل يمكن أن يقوم به إنسان.

“أنتوني بيرجس”

ليس لدي وقت: يعتذر كثير من الناس عن الكتابة بأنه ليس لديه وقت لها.

والصحيح أن هذا العذر يُخفي وراءه حقيقة مهمة وهي: (لا أريد الكتابة(.

ونذكر أن الخط الفاصل بين النجاح والفشل – كما يقول هنري ديفنبورت – يمكن التعبير عنه بثلاث كلمات: “ليس لدي وقت” وهذا ينطبق على الكتابة وعلى أنواع الإنجاز كلها.

كان كاتب الأدب الشعبي الأمريكي جيمس باترسون يحب أن يكتب، وكان مشغولاً بعمل شاق، فكل ما فعله لكي يكتب أنه أصبح يقوم الساعة الرابعة والنصف فجراً كل يوم ويكتب حتى السادسة صباحاً.

المسألة تحتاج إلى حزم للحد من مضيعات الوقت وسراقه!

يشير الروائي ستيفن كنج: إلى أن الكاتب يحتاج إلى أن يكون جريئاً في كسر القواعد الاجتماعية لتوفير الوقت.

وقد كان العلماء قديماً يقولون: “ينبغي لطالب العلم أن يكون سريع المشي، سريع الأكل، سريع الكتابة، سريع القراءة”.

“الناقد الداخلي”

هذا الناقد عمله عظيم، وقد وضع لحكمة. وستستفيد منه قطعاً في وقت لاحق، لكن يجب أن توقفه في بعض الأحيان خاصة عندما تبدأ بالكتابة.

لأن الأحكام التي يتخذها في الغالب فيها مبالغة.

وقد يكون صحيحاً في جزئية مما تكتب، لكن حكمه ينسحب على كل ما تكتبه. فلذلك، من الحكمة أن تكتب ولا تلتفت إليه.

ولن تستطيع أن تنطلق في الكتابة حتى تستطيع التحكم بهذا الناقد ولو مؤقتاً.

“الخوف”

الخوف من نقد الآخرين، الخوف من البوح بالمكنون أو الخوف من الظهور بمظهر السطحي أو الساذج.

ومن أعراض الخوف التعذر بأعذار مثل:

لم أنل التعليم الكافي.

لا يؤلف إلا المفكرون أو الكُتاب الكبار.

لن أجد من ينشر لي.

لن أجد من يهتم بما أكتب أو يقرأ لي.

سبع خرافات عن الكتابة:

الكتاب يولدون ولا يُصنعون.

الكاتب الجيد يكتب بسرعة.

يجب أن ينتظر الكاتب الإلهام ليكتب.

يكتب الكاتب الجيد بشكل جيد من أول مرة.

المراجعة هي قراءة مسودة العمل وتصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية فقط.

هناك فقط طريقة واحدة للكتابة.

الكتابة هي مهنة المفلسين.

يقول ستيفن كنج، الكاتب القصصي الشهير: “الموهبة أرخص من ملح الطعام، ما يفرق بين الشخص الموهوب والشخص الناجح هو العمل وبذل الجهد”.

يعتقد بعض الناس أن الكاتب الجيد يجب أن يكتب بشكل جيد من أول مرة.

والصحيح أنه حتى الكُتاب الكبار يحتاجون إلى مراجعة ما يكتبون، وتحريره. وقد يتوقف أثناء التأليف لمدة طويلة، لدرجة أنهم قد يهجرون أعمالاً دون أن يكملوها، مع رغبتهم في ذلك.

وقد كان جابريال غارسيا ماركيز الكاتب القصصي المشهور يستمر في التعديل في رواياته حتى بعد صدور الكتاب في الطبعات التي تلي الطبعة الإسبانية.

يتوهم كثير من الناس أن هناك فقط طريقة واحدة للكتابة، فيجهدون أنفسهم في البحث عن الطريقة التي يسلكها الكُتاب المشهورون ليتبعوها.

نعم هناك أساليب عامة يتفق عليها أكثر الكُتاب والمؤلفين، ولو من حيث المبدأ، لكن هذا لا يعني أن هذه الأساليب والطرق يجب أن تكون صحيحة لكل الكُتاب.

فأسلوب الكتابة في جوانب كثيرة منه أمر شخصي. وتتدخل فيه الفروق الفردية.

ويمكن النجاح والتميز عبر اتباع أيّ منها.

“صفات الكُتاب الناجحين”

هناك صفات تكاد تكون ملازمة لكل الكُتاب الناجحين، وهي:

الصبر، تقييد الأفكار وتسجيل الفوائد، كثرة القراءة، كثرة الكتابة، تعلم مهارات التأليف.

تقول آن مانهيمر: “النجاح في الكتابة يأتي لأولئك الذين لديهم القليل من الموهبة لكن الكثير من الصبر”.

وقد ألّف الرافعي الجزء الأول من تاريخ آداب العرب في ثلاثة أشهر مع اشتغاله بأعمال الوظيفة، وكتب “حديث القمر” في مدة لا تزيد على أربعين يوماً، مفرغاً له ساعتين كل يوم.

لا بد لكل مؤلف من مفكرة يدون فيها ما يمر به من أفكار وفوائد.

ومن الخطأ الاعتماد على الذاكرة، مهما كانت قوية. فتسجيل ما يمر على الإنسان من فوائد أثناء قراءته ومطالعته، وتصنيف هذه الفوائد والمرور عليها بين حين وآخر، يساعد على أمرين:

الأول: الحصول على نقول وأفكار تؤيد الأفكار التي يريد المؤلف الكتابة عنها.

الثاني: إن هذه النقول قد تكون هي نفسها مصدراً للأفكار.

وهذه المفكرة قد تكون بعد سنين مؤلفاً ممتعاً بذاته.

يقول ابن الجوزي: “ما أشبعُ من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أره فكأني وقعت على كنز… ولو قلت إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعد في الطلب”.

لا يمكن أن يكون الكاتب جيداً، إلا وهو قارئ مُكثر.

الكاتب الذي لا يقرأ، أو قليل القراءة يفقد القارئ، لأنه لا يكون لديه جديد.

يقول هيفرون: “إن القراءة جزء مهم من عملية تعلّم الكتابة، وإن كان هناك سر لتعلم الكتابة غير الكتابة والكتابة والكتابة، فهو القراءة والقراءة والقراءة…”.

ويقول أيضاً: بقراءة الأعمال الجيدة نتعلم الكتابة الجيدة. ويقول: قد لاحظت أن الكُتّاب الذين لا يتطورون هم الذين لا يقرأون.

الصفة الرابعة من صفات الكاتب الناجح هي: كثرة الكتابة.

كل مهنة يُتوقع من صاحبها أن يتدرب عليها لكي يجيدها. لكن كثيراً من الكُتّاب يتوقعون أن يجيدوا الكتابة دون تدرب.

يقول بروس موفيل: “يميل الكتاب الأول لكل مؤلف لأن يكون مشتقاً من كتب قد قرأها. فاكتب حتى تتجاوز هذه المرحلة ولتجد “صوتك”. وهذا يعني أنك ستكتب أشياء لن تُنشر أو يجب أن لا تُنشر”.

يقول الروائي جابريال جارسيا ماركيز: “أخصص ساعات معينة للكتابة، وأكتب كل يوم. أقرأ أو أكتب من الساعة السادسة صباحاً حتى الثانية ظهراً. وإذا توقفت يوماً واحداً تصعب علي الكتابة في اليوم التالي”.

الأفكار هي دم الحياة لأي كاتب.

“كوردر”

كل كتاب لا بد أن يكون ابتدأ بفكرة. فكرة خطرت في ذهن الكاتب، فأراد أن يسجلها ويوثقها ويوضحها لغيره، وربما يجادل عنها.

وقد قسم المتقدمون التأليف إلى سبعة أقسام، لا يؤلف عالم عادة إلا فيها:

١- شيء لم يُسبق إليه فيخترعه.

٢- شيء ناقص يُتممه.

٣- شيء مغلق يشرحه.

٤- شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه.

٥- شيء متفرق يجمعه.

٦- شيء مختلط يرتبه.

٧- شيء أخطأ فيه مصنفه فيُصلحه.

فما لم يكن في ذهن المؤلف فكرة يبدأ منها، فلا يمكن أن يكون هناك كتاب.

كيف تجد الفكرة؟

مع أن بعض الأفكار قد يأتي للكاتب على شكل إلهام، أو بشكل مفاجئ، إلا أن كثيراً من الأفكار الجيدة، يكون نتيجة جهد وعمل وتأمل وتفكير متكرر ومتعمق.

وكثيراً ما يتم الحصول على الأفكار – كما يقول هيفرون – من خلال عملية تركيز انتباه فقط.

من المصادر المألوفة للأفكار:

١- مراقبة الناس والظواهر.

٢- القراءة.

٣- طرح الأسئلة.

٤- النظر في المسكوت عنه.

٥- النظر بشكل مختلف.

ابن عقيل الحنبلي يقول: “لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره”.

يرى كثير من الكُتّاب أن مجرد الجلوس للكتابة يجلب الأفكار

فبعض المبتدئين ينتظر أن تنزل عليه الأفكار حتى يجلس للكتابة عنها. وغالباً لا يحدث هذا.

بل الجلوس للكتابة كثيراً ما يساعد العقل على الكشف عن أفكار أو مبادئ أفكار كانت موجودة لديه.

ولذلك يوصي كثير من المؤلفين بأن تكون الكتابة عادة.

الشجاعة في طرح الأفكار

الفكرة تنفر من العقل الجبان، فكم من فكرة هجرت صاحبها وانتقلت لغيره لأنه لم يجد شجاعة أدبية ليطرح رأيه وينافح عنه.

ومن لم يتوقع سهام النقد ويتصد لها ويصبر عليها، يبعد عن أن يكون كاتباً ناجحاً.

كيف تطور الفكرة؟

طرح أحد العلماء في درسه فكرة جمع الحديث الصحيح وإفراده في كتاب مستقل. هذه الفكرة تلقاها الإمام البخاري رحمه الله. لكنه طورها بحيث أصبحت فكرة كتاب فريد في بابه وضمن له التميز حتى وقتنا الحاضر.

فخرج كتابه “صحيح البخاري” فريداً من نوعه واستحق عليه لقب “أمير المؤمنين في الحديث”

كيف تختبر الفكرة؟

ليست كل فكرة تخطر في ذهن الكاتب تصلح لأن تكون موضوعاً لكتاب.

وهناك عدد من الطرق التي يمكن من خلالها اختبار الفكرة قبل البدء بالتخطيط لكتابة كتاب حولها منها:

١- اكتب فيها مقالاً.

٢- ناقشها مع من يهتم بآرائك.

٣- تجاهلها.. وانظر هل تستمر معك؟

٤- ألقِ محاضرة في موضوع الفكرة.

هل تتحدث عن كتبك للآخرين؟

يختلف المؤلفون ومن كتب في فن التأليف، في هذه النقطة

فمن المؤلفين من يحرص على عدم الحديث عن مشروعات كتبه.

ومن هؤلاء الأديب الرافعي. فهو يقول: “إن من عادتي متى بدأت عملاً أن أكتمه حتى أقارب الفراغ منه..”

لكن آخرين يرون أن الحديث عن المشروعات مفيد، حيث إنه:

~ يساعد على تطوير الفكرة.

~ يدفع المؤلف للعمل، بحيث يجد نفسه ملزماً بإكمال ما أخبر الآخرين به.

~ يجعل المؤلف يستفيد من نقد الآخرين.

وهذا بالتأكيد يختلف من مؤلف إلى آخر، فقد يكون أمراً مرتبطاً بشخصية المؤلف أو بظروف خاصة بالعمل نفسه.

“البحث”

الكتاب الجيد يعتمد على عملية بحث جيدة، تبعده عن السطحية والتكرار وتجعله ثرياً.

فعندما تتبلور الفكرة في الذهن، لا ينطلق الكاتب عادة ليكتب الكتاب، بل من الضروري أن يقوم ببحث الموضوع في المراجع التي تكلمت عنه سواء من الكتب أو المجلات، أو ربما زيارة بعض المواقع المرتبطة به.

مراحل البحث

يكون البحث على مرحلتين:

١- البحث في الكتب المؤلفة في الموضوع ومصادر المعلومات الأخرى. والهدف منه تكوين تصور عن الكتب الموجودة في السوق، حتى لا يكون كتابك تكراراً لما هو موجود.

٢- البحث في المراجع ذات العلاقة للحصول على معلومات وشواهد وقصص تفيد في الكتابة عن الفكرة، وتدعم آراءك فيها.

وعلى المؤلف أن لا يهمل المعلومات الدقيقة التي يجدها أثناء البحث، بحجة أنها غير مهمة أو أنها غير ذات دلالة، بل يسجل كل ما يمر به.

لا تعتمد في بحثك على الكتب التي تؤيد فكرتك فقط، فهذا خطأ، بل ابحث في الكتب التي تعارضها أيضاً، فهذا يجعل كتابك أكثر عمقاً وثراء.

متى تعرف أنك انتهيت من البحث؟

تعرف ذلك بعد أن تبدأ المعلومات تتكرر عليك من مراجع مختلفة، بمعنى أنك لا ترى معلومات جوهرية جديدة.

كتابة المسودة الأولى:

مخطط الكتاب، تبدأ عملية الكتابة، عادة بوضع مخطط الكتاب، ومخطط الكتاب هو عناصره الأساسية مرتبة.

وعادة ما تتم عملية المخطط بطريقتين:

الأولى: الخطوط العريضة “العناوين والعناوين الفرعية”

الثانية: الخرائط البصرية أو الذهنية، وذلك بكتابة الموضوع الأساسي للكتاب أو الفصل في دائرة في وسط الصفحة، ثم رسم خطوط متفرعة منه بأسماء الموضوعات..

صعوبة البداية:

بعد أن تكون محصت الفكرة وجلوتها، وقمت بعملية البحث، على الأغلب أنك الآن جاهز للكتابة، فاقسر نفسك على الكتابة.

لا حل لمشكلة البداية إلا أن تبدأ الكتابة، وحسب.

ابدأ على أي حال. فالبداية كابوس لكثير من الكُتاب، لكن سرعان ما يزول، وتبدأ الأمور بالعودة إلى طبيعتها، بل تجد أن الأفكار بدأت تتوارد.

أنس أنك تكتب، فقط تحدث للورق.

“سينيدر”

اكتب ولا تُراجع

الخطأ الذي يقع فيه بعض المؤلفين هو أنه يقوم بالمراحعة أثناء كتابة المسودة الأولية، وهذا يعيق تدفق الأفكار، ويشغله عن اتمام عمله.

تقول دايان ريجان، مؤلفة أكثر من أربعين كتاباً للأطفال: إنه من غير الممكن أن تعرف “حقيقة” موضوع الكتاب قبل انتهاء المسودة الأولية.

حبسة الكاتب:

لا يكاد يوجد كاتب إلا ولديه عدد من الكتب لم يكتمل، يقول المحرر والمؤلف وخبير التأليف المشهور سول ستاين: لم أقابل كاتبا في أمريكا إلا ولديه مئات من الصفحات من الروايات غير المكتملة في أدراجه أو على الأقل في ذهنه.

إذا كان عدم القدرة على البدء بالكتابة كابوساً للمؤلفين، فحبسة الكاتب كابوس آخر.

حبسة الكاتب هي حالة مؤقته تمر بالكاتب لا يستطيع أن يكتب فيها شيئاً في الموضوع الذي بين يديه، لفترة عادة لا تكون طويلة.

وهي لا علاقة لها بقدرة الكاتب ولا بخبرته، بل يمر بها كل الكُتاب تقريباً.

من الأساليب المفيدة للتغلب على حبسة الكاتب القراءة.

فالقراءة تعيد تحريك الذهن، وتساعد على إراحته.

اقرأ في أي شيء تراه محبباً لك. اقرأ ولو كتاباً غير جيد في موضوع كتابك، فهذا سيحفزك على الرجوع لإكمال كتابك بحجة أنك تستطيع أن تكتب أفضل منه!

يقول الكاتب الأمريكي ستيفن كنج في كتابه عن الكتابة: “تكمن أهمية القراءة في أنها توجد راحة وإلفاً مع عملية الكتابة.. فالقراءة المستمرة تجرّك إلى مكان (أو حالة عقلية) حيث تستطيع أن تكتب بشغف ودون وعي..”

اكتب أي شيء: استمر في الكتابة، واكتب أي شيء حتى لو لم ترض عنه. دائماً هناك وقت للمراجعة (أو الحذف إذا لزم الأمر!(

مراجعة الكتاب وتنقيحه:

عملية كتابة المسودة الأولية تماثل عملية قطع الحجر، بينما عملية المراجعة والتنقيح هي عملية النحت، التي تُظهر صورة التمثال، وتفاصيله.

تقول كيرين كوشمان: “النسخة الأولية لا يجب أن تكون جيدة. من المتوقع أن تكون سيئة. إنها فقط لأجل أن تعرف عم يتكلم الكتاب، وما رأيك فيه، وفقط ما تريد أن تقول”.

وتقول بات شندر: المراجعة هي على الأقل نصف الكتابة.

عنوان الكتاب: هو أول ما يواجه القارئ. فيجب أن يكون جذاباً. واختيار العنوان عملية معقدة، تحتاج إلى تأن وتفكير ومعرفة بالجوانب النفسية التي تربط الناس بموضوع الكتاب.

سبع طرائق للترويج لكتابك:

١- قدم شيئاً قيماً.

٢- استفد من التقديم: اطلب من شخص ذي قيمة علمية في موضوع الكتاب أن يقدم للكتاب.

٣- اجعل الغلاف معبراً جذاباً.

٤- استخدم الانترنت: من الجيد أن يكون للمؤلف موقع شخصي على الانترنت. ويمكن أن تعلن عن كتابك في مواقع أخرى، خاصة المواقع التي تهتم بالكتب.

٥- اهدِ نسخاً لبعض الكتاب والمهتمين.

٦- استفد من الإذاعة والتلفزيون: اعرض كتابك في البرامج الإذاعية أوالتلفزيونية التي تهتم بعرض الكتب.

٧- استفد من المقدمة أو من الغلاف الأخير: هناك طريقة شائعة في الكتب الغربية، وهي اقتباس كلمات مختصرة لأناس مشهورين في تقريظ الكتاب أو الثناء على الكاتب، ووضعها في غلاف الكتاب الخلفي.

د. راشد العبد الكريم

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …