ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﻭﺗﻨﺒﻪ أن ﺃﺑﺎﺑﻜﺮ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺑﻜﻮﺥ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ، ﻣﺮﺕ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻟﻜﻮﺥ، ﻗﺮﺭ ﻋﻤﺮ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻜﻮﺥ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻣﻨﻪ، ﻓﻮﺟﺪ ﺳﻴﺪﺓ ﻋﺠﻮﺯﺍ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﻻ ﺗﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ : ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻨﺪﻛﻢ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ : ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻓﻬﻮ ﻳﺄﺗﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﻭﻳﻨﻈﻒ ﻟﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻳﻜﻨﺴﻪ ، ﻭ ﻳﻌﺪ ﻟﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻳﻨﺼﺮﻑ ﺟﺜﻢ ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭأﺟﻬﺸﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﺃﺗﻌﺒﺖ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻙ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﺑﻜﺮ ” ،ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﻟﻠﻪ .. ﺭﻓﻌﻪ “٠
Check Also
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …