في أجواء من الغيوم السوداء ورعد شديد وبرق شعر الجميع بأن عذاب من الله قادم ثم أخذت رحمة الله تنزل على الأرض، من خلال قطرات المطر التي تتساقط على الأشجار والورود في حديقتي حتى إمتلأ المكان برائحة ندى المطر والورد ،وبعد ليلة ماطرة يشرق الصباح الجميل أعلنت الأرض فرحتها لاستقبال المطر وحرصت على احتواء كل قطرة منه لترتوي بعد عطش وجفاف شديدين، وبعد ذلك شعرت الأرض بدفء بعد تساقط المطر وأخذ الندى ينتشر في كل مكان وكأنها زفرات الأرض بعد عناقها للمطر وسعادتها به بعد فراق طويل ،هناك عند نافذة غرفتي وقفت لأنظر بالقرب من النافذة حيث كان المطر يطرق على نافذتي، وعندما فتحتها أنعشتني نسمات هواء عليلة باردة مع ندى المطر بالأمل والإيمان والتفاؤل ،بعد ذلك شعرت بقشعريرة في روحي وجسمي ،حيث كنت أطرب لسمفونية قطرات المطر،حيث جعلتني أحلق بعيداً وأيقظت الحنين في أعماقي،وأصبح لدي شعور متناقض بالفرح وشعور بالاشتياق للحظات تمر في شريط ذاكرتي من خلال كلمات كتبت لي أو كلمات قيلت لي، فتهيض القلب وترقرقت عيناي بالدموع لمشاعر بداخلي متناقضة ، شيء لاأستطيع تفسيره هي فوضى عارمة بأعماقي، ولكنها جميلة كتلك التي أحدثها المطر على الأرض والسماء ، لقد جعلني ذلك المنظر أغوص في أعماقي طويلاً ثم بعد ذلك بفترة استفقت لأرى العالم من حولي جميلاً، بعد شروق الشمس وانقشاع الغيوم لتتسلل أشعة شمس الصباح الذهبية مابين أغصان الأشجار وعلى المنازل،لتفرح وتغني العصافير واليمام والكناري ،وانغسلت الأرض والشجر والشوارع وارتوت الحيوانات والبشر ،وكأنه بعد كل مطر يولد الكون من جديد،لأرى تلك اللوحة الجميلة التي تعلن بأن الحياة جميلة من خلال رحمة الله وكرمه وبركته وأن ماعنده لنا سيكون أجمل.
سلمان محمد البحيري