حينما لا تعيش لنفسك فقط

لا تتهاون بأعمال الخير اليسيرة والبسيطة ،فهي كمطر غزير يحيي القلب فالقلب الميت مكبل بالمشاعر السلبية كالأنانية والبخل والكبر والكراهية والحقد و الغرور وبذلك يكون جافاً وقاسياً ويكون الإنسان ملوثاً بآثار الأعمال السيئة، فأعمل الخير مهما كان بسيطاً لتغسل قلبك و ترويه وتنعشه وتجمل روحك شيئاً فشيئاً ،إلى أن تتصدع الأغلال وتتحرر بروعة اللذة التي ذاقها القلب وسعة آفاق الجمال التي عرفها ،فعندما تتم المقارنة بين حلاوة أعمال الخير ومرارة أعمال الشر وأنماط الحياة الجافة يدرك العقل حجم الهوة مابين الفترتين هذا الإدراك هو شرارة مهمة لحياة القلب ،كَون القلب الحي لا يفكر إلا بالخير ومنطقه منطق تقدير الجمال في الحياة وهكذا إلى أن يحيا القلب بالمزيد والمزيد من تراكمات أعمال الخير، فمثلا جرب عندما تذهب للسوق في يوم شديد الحرارة و إشترِ ماءً أو علبة عصير باردة وابحث عن عامل وقل له: تفضل ولن تتخيل حجم السعادة التي سيعيشها بهذا العمل البسيط ،أما أنت فسيفتح  الله عليك عوالم أخرى للخير والسعادة ستكتشفها بنفسك بعد حين فالحسنة تتبعها الحسنة تنادي كل حسنةُ أختها ،وتأمل قلبك وأنصت لصوت مياه الخير حينما تجري على أرضه الجدباء العطشى ،لاحظ شعورك بالحياة كيف سيتغير للأفضل ،وستشعر بسعادة لم تشعر بها من قبل، إذا تكرر عمل الخير منك ،وساهمت في قضاء حاجات الآخرين بما تقدر عليه، حينها سترى بأن قلبك وروحك قد أحياها الله من جديد لأن الحياة ليس فقط أن تعيش لنفسك، قال تعالى ” أفمن كان ميتاً فأحييناه “.

 

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …