لم أكن أنتظر من الحياة في يوم من الأيام أن تمنحني حباً، فقد كنت مرتاح البال، ولقد كنت غير قلق ولا أنتظر أحداً ،وأنام والطمأنينة تملأ جفون عيني وجوانب قلبي ولا يشغل بالي إلا نفسي، وعندما شاء القدر وأحببتيني وأحببتك ، أحييتِ قلبي وأيقظته من سباته لأجلك، وأصبحت أشعر بجمال الحياة أكثر ،وأنار حبك أعماقي كمصباحٍ ونبت في قلبي حديقة رائعة بها من أنواع الورود الجميلة، ذات الروائح الزكية بعد أن كانت أرضه جدباء، ولقد كنت أنتظر منكِ أن ترعينه وتتلطفين به، لا أن تخذليه وتقسين عليه وتلقين به على قارعة الطريق ، وتصمي أذنيك عن أنينه وتمضين ساخرة من نبضه، لقد خيبتِ أمل قلب لم يكن يراكِ إلا مثل غيمة لتحيينه، ولم يكن يرى فيكِ سوى قوس المزن جمالاً.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …