من خلال مشاركة الشعب البريطاني في الإستفتاء الخاص بالبقاء في الإتحاد الأوربي أو الخروج منه، ثم كانت النتيجة مذهلة لبعض البريطانيين أنفسهم وللعالم ،حيث صوت الشعب البريطاني بنسبة 52%مقابل 48 %لصالح حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، بسبب أزمة اللاجئين والتخبط الأوروبي في معالجتها، فكل سنة تستقبل بريطانيا قرابة مليون وافد جديد، لذلك تقبلت الحكومة قرار الشعب على مضض وإحترمت إرادته ، مما أدى برئيس الحكومة ديفيد كاميرون لتقديم إستقالته ، وتعد بريطانيا من الداعمين بعد المانيا للإتحاد الأوربي، حيث يقدر المتخصصون بأن عضوية بريطانيا في الاتحاد تكلفها حوالي 11% من إجمالي الناتج المحلي السنوي، الذي يبلغ قرابة 200 مليار جنيه إسترليني مايعادل 295 مليار دولار أمريكي،حيث يعتقد الداعون للخروج بأن هذا المال سيكون له منفعة أكبر لو تم صرفه على الأبحاث العلمية والمصانع ،ولكن على حسب رأي الخبراء الإقتصاديين يرون بأن القرار سيؤثر بلا شك على الإقتصاد البريطاني،خاصة إذا علمنا بأنه في الإتحاد الأوربي يعتبر هو ثاني إقتصاد بعد المانيا،وخامس اقتصاد عالمي،ويعتبر مركز أوروبا المالي،وصاحبة نصيب الأسد من الاستثمارات الأوروبية المباشرة،إذ تمثل بريطانيا 17.6% من الناتج المحلي الإجمالي للإتحاد الذي يبلغ 14.6 تريليون يورو وحيث أن نصف صادارات بريطانيا تذهب إلى الإتحاد الأوربي،كما أن أكثر من نصف الواردات كذلك تأتي من بقية دول الإتحاد الأوربي،فبلاشك إقتصاد بريطانيا سيتعرض إلى هزة وسيتأثر على مدى الخمس سنوات المقبلة ،حيث سؤثر ذلك على سعر صرف الجنية الإسترليني وينخفض أمام الدولار، وستشهد بريطانيا بطالة وستغادر بعض الشركات والبنوك لتنتقل إلى الإتحاد الأوربي حيث السوق الأوربية المشتركة ، كما أن أسكتلندا ستسعى إلى إلإنفصال عن بريطانيا للإنضمام للإتحاد الأوربي ،حيث وضح ذلك في الإستفتاء الذي أجروه حيث أيد الغالبية العظمى بنسبة 62% البقاء في الإتحاد الأوربي مقابل 38% الذين صوتوا على الخروج منه وربما يكون بداية إنفراط السبحة ومغادرة دول أخرى من الإتحاد الأوربي، أو في بريطانيا نفسها حيث سيلحق بأسكتلندا إيرلندا الشمالية وويلز،وبالتالي إنهيار بريطانيا فهل يكتفي البريطانيون بالإستفتاء أم تقول ملكة بريطانيا كلمتها”لا،لإضعاف بريطانيا وتقسيم أوربا”!!!؟!
سلمان محمد البحيري