لماذا لا نحتوي شبابنا وتستثمر هذه الطاقات المهدرة لنجعلها تعود بالنفع عليهم أولا ثم على مجتمعهم ووطنهم وذلك بإعطائهم الفرص في مجال القطاع الخاص ونعطيهم مرتبات مثل أقرانهم الأجانب فهناك شباب سعوديون يمتلكون مؤهلات عليا وخبرات ولكن عند توظيفهم في القطاع الخاص يعطوا مرتبات زهيدة فلماذا بعض الشركات والمؤسسات لا تعطي السعوديين حقوقهم كاملة في مرتبات وبدلات ليعيشوا بها حياة كريمة مساواة بالأجنبي بالرغم من أن الدولة حفظها الله تعطيهم دعم على كل موظف سعودي يتم توظيفه هذا غير توفير الامتيازات التي يأخذونها من جهة عدم أخذ ضرائب وتخفيض في الجمارك على البضائع وبرغم كل هذه الأمور فعند توظيف السعوديين يتم إعطائهم مرتبات ضئيلة ولايقف الأمر عند هذا الحد بل البعض يحاول (تطفيشهم) حتى يتركوا العمل خاصة إذا علمنا أن المسئولين في هذه الشركات هم أجانب حتى يخيل إليك بأنك لست في بلدك أيها السعودي وانك لا تستحق إلا ذلك كما يعتقد هؤلاء.
لذلك أصبح المواطن في بلده في هذه الشركة كالغريب وطبعا الهدف معروف هو (تطفيش) السعوديين بهذه الطريقة لكي يتسنى لهذا المسئول الأجنبي إحضار أقاربه وأصدقائه في الشركة ليكونوا هم المستأثرين بخيرات هذه الشركة وخير هذا البلد برغم أن هذه الشركة وأمثالها قد استفادت ومازالت تستفيد من الامتيازات التي من الدولة كما ذكرت ذلك سابقا وأنا لا أدعو إلى مغادرة الأجانب لأن هذه ظاهرة غير صحية فوجودهم يساعد على التنوع الثقافي والحضاري في المجتمع ولكن لا يكون على حساب ابن الوطن والمطلوب إعطاء المواطنين حقوقهم في هذه الشركات فاالأجنبي مهما أستقر فلن يطول مقامه وسيعود لوطنه يوما ما وسيغادر بخبرته معه. أما السعودي فسيبقى ولن يبخل بخبراته على عمله أو إذا طلبها أحد من زملائه في هذه الشركة والموظف السعودي ميزته الوفاء والإخلاص لوطنه وعمله ويتقبل التطوير بعمله بصدر رحب ولكن المطلوب من رجال الأعمال والشركات إحتوائهم وجعلهم يفيدون ويستفيدون وأستشهد بما قاله رجل الأعمال المعروف الشيخ الراجحي عن الشباب السعودي حيث قال أن أكفأ العاملين لديه هم من الموظفين السعوديين حيث منهم من وصل الآن إلى مراكز قيادية وتنبئ لهم بمستقبل كبير.
فالمشكلة الحاصلة أو الفجوة هي عدم الثقة ما بين رجل الأعمال كصاحب شركة وما بين المواطن كموظف سببها إلى ما يفعله بعض الأجانب هداهم الله عندما ضربوا إسفين وشوهوا صورة الموظف السعودي لدى رجال الأعمال بأن السعودي إنسان لا يتكل عليه وأنه غير عملي ومستهتر أتمنى زوال هذه الغشاوة عن العيون وأتمنى أيضا سلامة البصيرة وإعطاء الثقة لشبابنا حتى نحتويهم ولا ندفعهم بسلبيات بعضنا إلى الهجرة أو لطرق الضياع في الأجرام من السرقة والمخدرات والإرهاب.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …