خواطر عن الحياة

هناك بعض المفاهيم قد تغيرت في حياتي، فالظروف قد علمتني من أحب ، ومواقف الشدة قد علمتني من يحبني ، كما أن الوضوح أحياناً سيء والغموض مطلوب في أحيان كثيرة فليس كل شيء تعرفه يقال للآخرين ،كما اكتشفت بأن خلف بعض الوجوه أقنعة، وأن لكل ابتسامة معنى وخلف بعض السكوت غدر، ولكل قلب طيب صدمات كما من الأفضل لي بأن أجعل مابيني ومابين الآخرين مسافة لأجل الأمان، كما أن التغافل أحياناً رحمة والصمت حكمة والنسيان نعمة ، فالحياة لا تؤلمنا عبثاً ولكن لكي ننضج ونتعلم من آلامنا وفشلنا، ولكي تعلمنا حجم كل شخص في حياتنا، وأن لانصدق المظاهر وكلام الأشخاص، ولكن الأفعال هي التي تكشف لنا حقيقتهم ،ففي الحياة لاشيء يبقى كما هو ،ولا هي ستبقى لنا لأنها فانية، لأننا سننتهي في يوماً ما وسينتهي كل شيء يربطنا بها، ولن يبقى إلا الله، ولأجل سعادتنا في الدنيا والآخرة، فلنحرص على أن تكون علاقتنا بالله دوماً جيدة في الرخاء والشدة ،لإنه الوحيد الذي لا يتغير علينا ولا يتخلى عنا، فمادمنا عرفناه في الرخاء فهو لن ينسانا في الشدة،ولا في وحدتنا في الدنيا حينما يخذلنا الذين من حولنا، فالله لن ينسانا في وحدتنا في القبر ولا في يوم الحشر، فاللهم إنني أحتاجك فوفقني لطاعتك وأرزقني حبك ويسر أموري كلها.

                               

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً