لقد دعا الإسلام إلى الحوار مع الأديان والحضارات الأخرى لكافة البشر لقوله تعالى” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”وليس لتفاضل لعرق كما قال اليهود “نحن أبناء الله وإحباؤه” أو لون كما يدعي العنصريون البيض في أوربا ،أو طبقية كما هي عند الهندوس والبوذيين ولكن نختار من تلك الديانات الحكمة الموجودة ونعرفهم بالإسلام بأنه دين التسامح والرحمة من خلال الحوار الراقي والهادف وليس عن طريق العنف والتعميم بأنهم كلهم معادون أو سيئين ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ﴾ وقوله تعالى: ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴾ وماينطبق على الأديان ينطبق على أيضاً من قد أتخذ من الحضارة الغربية عدة مواقف منهم مايلي:-
١- الفريق التغريبي: حيث أخذ من تأثر بهذا الإتجاه بكافة حضارة الغرب خيرها وشرها من علم وصناعة وثقافة وحتى أسلوب حياة لأنهم يرون أن الحضارة كل لا يتجزأ أما أن تأخذها كلها أو تتركها كلها.
٢- الفريق المنغلق: حيث يرى أتباع هذا الموقف بعدم الأخذ أو الإتصال بالحضارة الغربية وعدم الإستفادة ما جاء منها من منافع،وينظرون للحضارة الغربية بأن هدفها الفساد و التآمر على الإسلام وشباب المسلمين.
٣- الفريق المعتدل: وهم يرون بأن يحتفظ المسلمون بإسلامهم وثقافتهم واصالتهم المتمثلة في القران والسنة مع الإستفادة من الحضارة الغربية في شتى مجالات العلوم التجريبية بحيث يؤخذ المناسب منها وترك الغير مناسب لأن الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أنى وجدها من اي أحد طالما سيستفيد منها ،وهذا الفريق المعتدل يستشهد حينما أنكب علماء المسلمين الأوائل في الحضارة الاسلامية على ترجمة الكتب من الحضارات الأخرى مثل الحضارة الصينية والمصرية والاغريقية واليوناينية والرومانية والهندية والبابلية والآشورية إلى اللغة العربية،بحيث أخذوا منها ماينفعهم ولايتعارض مع الشريعة الإسلامية، ثم زادوا عليها من علمهم حتى وصلتنا الآن عن طريق الحضارة الغربية والتي لازالت جامعاتها تدرس كتب لعلماء مسلمين مثل الرازي وإبن حيان وغيرهم فإذا أردنا أن تعود حضارتنا الإسلامية فعلينا عدم الإنغلاق وأن نكون متفتحين ونأخذ من آخر العلوم التي وصلوا إليها التي تنفعنا ثم نطورها ونواجه الفكر بفكر متنور الذي يبني لنا حضارة من خلال الثقافة الاسلامية وعلومها من خلال البحث في الاعجاز العلمي ودراسة كل شيء في الحياة والكون وبذلك نسود العالم مرة أخرى.
قال إبن القيم:
وتعر من ثوبين من يلبسهما
يلبى الردى بمذمة وهوان
ثوب الجهل المركب فوقه
ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالإنصاف أفخر حُلة
زينت بها الأعطافُ والكتفان
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …