أنا لم أكن أكتب من قبل ، ولكني كنت قارئ نهم، ولكن بسبب رحيلك وذكرياتي الجميلة معكِ ،وخلوتي مع الكتاب وكذلك تجاربي في الحياة وشعوري بالمعاناة وأن هناك شيء ما بداخلي يؤلمني، يجعلني أبدو كشخص آخر لم أكن أعرفه من قبل، فلم أكن أعلم من قبل بأن القلم سيساعدني في الفضفضة عن المشاعر وكوسيلة لترجمة المعاني الجميلة بداخلي،حتى إكتشفت ذلك صدفة ، و وضعت ثقتي بالله ثم به وأصبح القلم صديقي الذي لايفارقني ولا يخونني الذي أفضفض له ،فترفق أيها القلم بصديقك ونديمك في الوحدة والليالي المظلمة، ولا تبوح بكل مشاعري حتى لاتتألم وريقاتي،ولكن إجعل ذلك تعبيراً عميقاً وغير مباشر،يستشف منه مابين السطور، فلا أريد بأن تصبح حروف مشاعري معرّاة على الورق فأرفق بها أرجوك ، لذلك صرت أنا من يومها أكتب.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …